قمة في سبتمبر بالجزائر بين دول الساحل وأمريكا وبريطاني وفرنسا والصين والأمم المتحدة أفاد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية، عبد القادر مساهل، بأن دول مجلس الأمن الخمس تعلم بدقة طبيعة ما يتدفق من الجزائر إلى ليبيا عبر معبر حدودي معلوم. وذكر أن الجزائر تلقت طلبات ليبية تخص مواد غذائية وأدوية ومواد صيدلانية، فأجابت بشروط ''أن توزع عبر كل التراب الليبي وأن يبلغ مجلس الأمن أولا بهذه الطلبات من طرف الجزائر ويوافق عليها وهو ما فعلناه''. وتحدث الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية، عبد القادر مساهل، مطولا عن الأزمة الليبية، والاتهامات التي تلاحق الجزائر بدعم نظام العقيد معمر القذافي، فذكر أن ''كل ما يتنقل من حدود الجزائر إلى ليبيا معلوم من قبل الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن وفق مراسلات رسمية من الحكومة الجزائرية''. وكشف مساهل، في ندوة صحفية، أمس، بجنان الميثاق بالعاصمة، في سياق زيارة قائد القيادة العسكرية الأمريكية ''أفريكوم'' للجزائر، أن ''الحكومة الجزائرية لا تريد تكرار نفيها لمزاعم دعم القذافي... هذه المزاعم مصنوعة''. ولفت إلى أن موقف الجزائر كان واضحا من البداية ويقوم على أربع نقاط مدرجة في خارطة طريق الاتحاد الإفريقي: ''وقف إطلاق النار، حماية المدنيين، حماية المهاجرين القاطنين في ليبيا، وإطلاق حوار داخلي يجمع كل الأطراف الليبية''. وأفاد عبد القادر مساهل أيضا أن ''الجزائر تسأل في كل مرة مجلس الأمن، والدول الأعضاء الخمس تعلم جيدا ما يجري، لذلك نقول لمن يتهمنا: تعالوا وراقبوا''. وسئل عبد القادر مساهل إن كانت للحكومة الجزائرية أية اتصالات مع المجلس الانتقالي في بنغازي فأجاب: ''ما دمنا ندعم الحوار الشامل بين الليبيين ضمن الحل السلمي، فلدينا عبر الاتحاد الإفريقي اتصالات مع الجميع''. وأوضح أن مقاربة الجزائر بالنسبة لليبيا تختلف عن باقي دول العالم ''لأننا جيران والوضع يهمنا، فمنذ اليوم الأول قلنا: لدينا وضع خاص، لسنا الدنمارك أو النرويج أو كولومبيا''، وقصد أن الجزائر تشترك في حدود برية مع ليبيا لذلك تتعامل مع الوضع بشكل ''خاص''. وشرح الوزير طبيعة التنسيق المتوقع مع الأمريكيين على الصعيد العسكري، فتحدث عن مشاوراته مع الجنرال كارتر هام بخصوص ''ما نلاحظه من تنقل أسلحة متطورة من ليبيا نحو معاقل الإرهاب في الساحل''، وقال إن قمة ستعقد في الجزائر في سبتمبر القادم ستخصص لهذا الملف وغيره، دعت إليها مجموعة دول الساحل الأربع وتحضرها أمريكا وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا ولجنة فيينا لمحاربة الإرهاب والأمم المتحدة ''لكننا بقدر ما نتشاور حول الإرهاب ندعو إلى تنمية اقتصادية في منطقة الساحل، وفي الأخير يأتي محور محاربة المخدرات''. وجدد مساهل رفض الجزائر والدول الثلاث الأخرى في مجموعة الساحل انضمام أي عضو جديد دون أن يحدد البلد المقصود، وسابقا رفضت الجزائر طلب عضوية المغرب بحجة أن ''لا علاقة لها تضاريسيا بالمنطقة''. وفي السياق نفى أن يكون المسؤول الأمريكي حدثه عن إنشاء قاعدة عسكرية في إفريقيا ''هذا لم لم يكن في جدول الأعمال''. أما بشأن البحارة الجزائريين الرهائن في الصومال، فقال الوزير إن ''الجزائر ضد دفع الفدية وسفاراتنا تعمل لكن في سرية''.