كشفت مصادر أمنية "للشروق"، على صلة بالتحقيق الجاري، منذ عشرة أيام، لكشف ملابسات مقتل قاضي التحقيق، بمحكمة أم البواقي، بوطرفة نبيل، أن فرقة التحقيق التابعة لمصالح الدرك الوطني لدائرة البوني، تمكنت خلال 48 ساعة الماضية، بين ليلة أمس وأول أمس، من إلقاء القبض على خمسة "05" أشخاص، تورطوا بدرجات متباينة في جريمة مقتل القاضي. وأوضحت نفس المصادر أن الأشخاص الخمسة الموقوفين، على صلة ببعضهم البعض، منهم شخص كان يعرف القاضي الضحية شخصيا وخلال استجواب الموقوفين اتضح للمحققين، أن ثلاثة منهم من سكان ولاية عنابة، أحدهم من منطقة خرازة، أما الآخرون فمن خارج إقليم ولاية عنابة، أحدهم مهرّب معروف لدى مصالح العدالة، بأم البواقي، وعين مليلة، كان يعرف القاضي الضحية شخصيا. ولحد كتابة هذه الأسطر لايزال المحققون يستجوبون الموقوفين، لكشف ملابسات الجريمة وخاصة دوافعها، نظرا للحالة التي كانت عليها جثة القاضي الضحية، الذي تعرض إضافة إلى طلقات نارية من مسدسه الشخصي، كشف فحص الجثة على الكثير من التشوهات في الوجه، والرقبة أحدثتها آلة حادة، يرجح أنها خنجر أو سكين، مما يعطي للجريمة بعدا انتقاميا، حسب المعطيات الأولية التي توصل إليها المحققون. وللإلمام بجميع جوانب القضية قام المحققون التابعون لفرقة الدرك الوطني للبوني، باتصالات مكثفة مع جميع مصالح الدرك الوطني، بولايات أم البواقي، الطارف، قسنطينة، لاستدعاء واستجواب أكثر من ستين "60" شخصا تم سماع إفاداتهم، بعد أن تمت مراجعة العشرات من ملفات القضايا التي تورطوا فيها والتي سبق لقاضي التحقيق أن تكفل بمعالجتها على مستوى محكمتي عين مليلة وأم البواقي، وتتعلق أغلبها بجرائم وجنح ذات علاقة بالمخدرات وتجارة السلع المهربة. وعلاوة على الأشخاص المتورطين في القضايا التي كانت في عهدة القاضي الضحية، وسّع المحققون دائرة تحرياتهم لتشمل معارف، زملاء وأصدقاء الضحية، بعين مليلة ومدينة الخروببقسنطينة، أين قضى القاضي آخر يوم له لدى أحد معارفه قبل أن يعثر عليه مقتولا، صبيحة الخميس 7 من ديسمبر الجاري، بإحدى الأحراش الواقعة قرب قرية الصرول، التابعة لبلدية الشرفة التي تبعد ب 30 كلم عن مقر ولاية عنابة وكانت حالة جثة الضحية التي عثر عليها مقيدة اليدين ومصابة برصاصتين في الصدر ومشوهة الوجه والرقبة، قد أثارت الكثير من التساؤلات لدى مصالح الأمن والدرك الوطني التي تكفلت بالتحقيق في ملابسات هذه الجريمة التي لايزال الكثير من الغموض يحيط بتفاصيلها ودوافعها، خاصة بعد اكتشاف المحققين لجميع وثائق القاضي الضحية وهاتفه النقال، إضافة إلى ممتلكاته الشخصية الأخرى، منها مبلغ من المال ومحفظة، تحتوي ملفات قضائية. وكان لاكتشاف هذه الأغراض الشخصية أثر كبير في توجيه التحقيق منذ بدايته، حيث استبعد المحققون فرضية العمل الإرهابي السياسي، والاعتداء الإجرامي بغرض السطو والسرقة قاضي التحقيق بوطرفة نبيل، البالغ من العمر 35 سنة، والذي كان يعمل بمحكمة أم البواقي، هو إبن المحامي بوطرفة محمد، المعروف لدى مجلس قضاء سكيكدة، أين يدير مكتب محاماة له بدائرة عزابة. وكان ل "الشروق اليومي" أن التقت عائلة القاضي الضحية، بالحي الشعبي بوطياح صالح، بعنابة، أين كان يقيم مع والديه واخوته، غداة مقتله بمنزل متواضع، حيث أدلى والده وأخوه جمال، ل "الشروق اليومي" بتصريحات كشفت عن ظروف العمل الصعبة التي كان يعانيها القاضي بمحكمة أم البواقي، لدرجة أنه أسر لأخيه ولبعض زملائه أنه يريد إما الانتقال إلى مدينة عنابة أو الانقطاع بسبب ضغوطات مهنية، لم يفصح عن تفاصيلها. وكان لخبر مقتله في ظروف مأساوية وقع الصاعقة على أسرته وجيرانه وأبناء حيّه الذين كانوا يكنون له الكثير من المحبة والاحترام، أين كان معروفا بطيبة قلبه وعطفه على فقراء الحي والشباب البطالين، الذين لم يكن القاضي المرحوم يبخل عليهم بنصيحة أو مساعدة مادية. نور الدين بوكراع