فجّرت الهزيمة الثقيلة ل''الخضر'' في مراكش بيت الكرة الجزائرية، ولم يعد موجودا دواء لمعالجة ''المرض'' بعد وصفات الإقالات والاستقالات للمدرّبين، المحليين والأجانب. ونتج عن التشخيص الخاطئ لما أصاب كرتنا من سقم خلال فترة إشراف محمّد روراوة على رأس الاتحادية، تعفّن الجرح، ما يوجب اللّجوء إلى آخر مراحل العلاج، وهو ''الكي'' أو مثلما يقال حين نريد التخلّص من الخطر الدائم، ''قطع رأس الحيّة''. بن شيخة انضمّ إلى قائمة المدرّبين المستقيلين في عهد روراوة، وأصبح حاليلوزيتش وتروسيي أكبر المرشحين لخلافته. ومع ذلك، فإن إعادة بعث السيناريو نفسه من رئيس الاتحادية لا يعدو ذرا للرماد في عيون الأنصار الناقمين والذين ينتظرون اليوم رحيله. روراوة يعيد بعث خيار المدرب الأجنبي تتردد في أروقة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أسماء بعض المدربين لخلافة المدرب المستقيل عبد الحق بن شيخة، غير أن اسمي وحيد حاليلوزيتش وفيليب تروسييه هما الأكثر تداولا، ويعتبران أكبر المرشحين لتولي العارضة الفنية ل''الخضر''، وذلك لتحضير اللقاء القادم أمام منتخب تانزانيا يوم 3 سبتمبر القادم بدار السلام، برسم الجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا .2012 حسب ما علمناه، فإن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لن تنتظر طويلا لاختيار خليفة المدرب المستقيل عبد الحق بن شيخة، ليس من أجل ربح الوقت لتحضير اللقاء المقبل أمام تانزانيا، أملا في التأهل إلى نهائيات غينيا الاستوائية والغابون 2012، بعد تقلص حظوظ التأهل بنسبة 90 بالمائة، وإنما للضرورة المفروضة على ''الفاف''، وهذا لكي يكون لها مجال أوسع لاختيار المدرب الأنسب من الناحية التقنية وكذا من الناحية المالية. فإذا كانت الهيئة المسيرة لكرة القدم الجزائرية قد واجهت معضلة إيجاد المدربين المناسبين عقب استقالة ''الشيخ'' سعدان بعد تعادل ''الخضر'' مع منتخب تانزانيا في شهر سبتمبر 2010 لأنه في تلك الفترة كان أحسن المدربين قد ارتبطوا إما مع الأندية أو المنتخبات، على عكس هذه الفترة الحالية التي يوشك المدربون على نهاية عقودهم. وحسب ما علمناه من مصدر مقرب من رئيس ''الفاف''، فإن المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش والفرنسي فيليب تروسييه يوجدان في أحسن رواق لخلافة بن شيخة، حيث يرتقب أن يشرع محمد روراوة في التفاوض معهما، على أن يكون تروسييه في المقام الأول نظرا لسجله الثري، لعل أفضله المشوار الجيد الذي أنجزه مع المنتخب الياباني في مونديال 2002 باليابان وكوريا الجنوبية. لكن في حال اصطدام ''الفاف'' بمطالب ''الأشقر'' المالية، سيضطر الرجل الأول في الاتحادية إلى التعاقد مع حاليلوزيتش الذي ينتظر بشغف اتصالا رسميا من روراوة، باعتباره كان دائما في اتصال مع رئيس الاتحادية لعرض خدماته. والأكيد أن المدرب الذي يحصل له شرف تولي العارضة الفنية ل''الخضر'' سيؤدي مهمته من موضع قوة، لأن الهدف الذي سيعمل من أجله سيكون على المديين المتوسط والطويل، حيث سيطلب منه قيادة المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013، وكذا إلى المونديال القادم المقرر عام 2014 بالبرازيل، وبالتالي سيكون له متسع من الوقت لتجديد التشكيلة بنسبة 50 بالمائة، بعد أن أضحى الاستغناء عن بعض الوجوه ضرورة ملحة. كما يسهل على الناخب الوطني الجديد التحكم في العناصر الباقية، لأنها ستتجرد من ''كبريائها'' و''جبروتها'' بعد النكسة الكبرى أمام المنتخب المغربي، لأن أسباب النكسات المتتالية بعد المشاركة في المونديال الأخير هو اعتقاد العديد من اللاعبين بوصولهم إلى درجة ''النجومية''، مع أنه لا أحد فيهم يلعب في أكبر الأندية الأوروبية مثلما هو الشأن بالنسبة لمحترفي الكاميرون، مالي، السينغال، كوت ديفوار، نيجيريا والمغرب.