أثارت الاستقالة التي قدمها المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة من العارضة الفنية للخضر، ثلاث ساعات فقط بعد نهاية المباراة أمام المغرب، تساؤلات الوسط الكروي، لاسيما أن المدرب الوطني أعلن في الندوة الصحفية، نصف ساعة بعد نهاية المهزلة، أنه سيحدد مصيره بعد وصوله إلى الجزائر. والأكثر من هذا صرح رئيس الفاف محمد روراوة ل''الخبر''، بالقرب من غرف تبديل الملابس الخاصة بالخضر بملعب مراكش، أنه يفضل التريث قبل اتخاذ أي قرار. وكشفت مصادر عليمة أن أمر استقالة المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة بعد رباعية المغرب، حسمه المعني بالأمر في الطريق المؤدي من ملعب مراكش إلى فندق بالميري غولف، مقر إقامة التشكيلة الوطنية، حيث أرسل رئيس الفاف مبعوثا عنه في الحافلة التي أقلت العناصر الوطنية، أخبر بن شيخة بأنه كان يتعين عليه الإعلان عن الاستقالة في الندوة الصحفية. والأكثر من هذا، كشف هذا المبعوث لبن شيخة أن رئيس الفاف في قمة الغضب بسبب ما حدث في الندوة الصحفية التي أعقبت المقابلة، حيث أثار المدرب الوطني حفيظة الصحفيين المغاربة، حينما صرح وهو يرد على سؤال عن مصيره على رأس العارضة الفنية بالقول: ''إن هذا الأمر سيفصل فيه عند العودة إلى الجزائر، لأن هذا الأمر عائلي ويخص الجزائريين فقط''. وهو التصريح الذي أغضب كثيرا الصحفيين المغاربة الذين قرروا مقاطعة الندوة الصحفية ومغادرة القاعة. الاستقالة ترسمت لدى بن شيخة، تضيف مصادرنا، عندما دخل رفقة العناصر الوطنية إلى الفندق ساعة بعد نهاية المقابلة، حيث وجدوا رئيس الفاف محمد روراوة في قمة الغضب، وهو يتفوه بعبارات مفادها أن الاتحادية وفرت كل شيء للمنتخب وللمدرب، غير أن النتيجة كانت الهزيمة وبنتيجة ستبقى وصمة عار في جبين الكرة الجزائرية. واقتناعا منه بأنه المستهدف رقم واحد من قبل رئيس الفاف، كلف بن شيخة مساعديه والمكلف بالعتاد، باستدعاء اللاعبين في قاعة الاجتماعات، ليلقي عليهم خطبة الوداع ويعلن لهم عن استقالته من العارضة الفنية للمنتخب. ولم يتمكن المكلف بالإعلام في الاتحادية تدوين ذلك في الموقع الرسمي للفاف على الساعة الثانية والنصف ليلا، إلا بعد أن تلقى الضوء الأخضر من المسؤول الأول محمد روراوة. والظاهر أن السيناريو الذي عاشه بن شيخة بعد نهاية مباراة المغرب، يشبه إلى حد كبير ما عاشه المدرب رابح سعدان بعد مباراة تانزانيا، حيث أعلن هو الآخر عن استقالته ثلاث ساعات بعد نهاية المقابلة بالتعادل (1/1)، وبنفس الطريقة تماما، لاسيما أن سعدان في الندوة الصحفية التي عقدت آنذاك بقاعة الاجتماعات لملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، كان قد صرح أنه لم يفصل بعد في مصيره على العارضة الفنية، لكن ما حدث له في الحافلة من ملعب البليدة إلى غاية مقر تربص الخضر آنذاك ببني مسوس، جعله يعلن استقالته للاعبين في الفندق.