أوقف عناصر الشرطة الذين تواجدوا بكثرة في مدينة بوحنيفية لتأمين الندوة الجهوية للأفلان التي أشرف عليها عبد العزيز بلخادم صباح أمس، خمسة شباب من أنصار المحافظ السابق للحزب، واستجوبتهم قبل أن تطلق سراحهم. استنكر الشباب الخمسة الذين اتصل أحدهم ب''الخبر''، من مقر أمن دائرة بوحنيفية، لجوء الشرطة إلى عملية التوقيف، رغم أنهم لم يقوموا سوى برفع لافتات تدين سيطرة الشيوخ على هياكل الأفالان بولاية معسكر وإقصاء الشباب، ورغم كونهم أعضاء في لجنة الطلبة والشباب التابعة رسميا للحزب، ناهيك عن عدم انجرارهم للعنف والفوضى. من جهته أدان رئيس المجلس الشعبي الولائي توقيف الشباب الخمسة، واعتبر ذلك تعديا على الحريات العامة، خاصة وأن الشباب أعضاء في لجنة رسمية أشرف على تنصيبها عضو المكتب السياسي عبد القادر زحالي شخصيا، منددا بمنع مجموعة من المناضلين الاقتراب من قاعة الأمير عبد القادر التي احتضنت الندوة الجهوية. وأكد الأمين العام للأفالان الذي استطاع عقد الندوة الجهوية دون مشاكل كبيرة مثل تلك التي وقعت بمدينة قسنطينة، أن مواقف الأفالان التي عرضت على لجنة الحوار بقيادة بن صالح ''ليست نهائية ويمكن مراجعتها على ضوء مقترحات القاعدة التي تطرح خلال الندوات الجهوية''. وقال بلخادم إن ما طرحه الأفالان على لجنة بن صالح هي عبارة عن ''مواقف مبدئية أثراها أعضاء اللجنة المركزية، ويمكن إعادة النظر فيها بعد استطلاع رأي القواعد وإبلاغ لجنة الحوار بتلك التعديلات''. ونوه الأمين العام للأفالان بالمناسبة ب''المستوى المتقدم الذي بلغه حزب جبهة التحرير الوطني في المسار الديمقراطي'' و''الانفتاح الذي يشهد النقاش الداخلي بين القيادة والإطارات والمناضلين''، مشيرا بالقول ''نحن بعيدون عن الغرف الضيقة التي تصنع بداخله القرارات بدون الرجوع إلى القواعد التي تعتبر الأساس في كل أمر''. وذكر في ذات الصدد أن موقف حزبه يتجه ''نحو خيار النظام شبه الرئاسي الذي يزاوج ما بين الرئاسي والبرلماني''، موضحا ''أن فتح العهدة الرئاسية لا يتنافى وأطر الممارسة الديمقراطية في ظل الشفافية، وطالما يفتح مجال المنافسة أمام جميع الفعاليات السياسية''. كما شجب الأمين العام للأفالان التصريحات التي أدلى بها مسؤول الديبلوماسية الفرنسية ألان جوبي حول قضية الاعتذار عن الجرائم التي اقترفها المستعمر الفرنسي في حق الجزائريين، مبينا أن ''فرنسا مطالبة بالاعتذار عن جرائم فرنسا الاستعمارية، وسنواصل في التعبير عن هذا المطلب''. من جهته هوّن عضو المكتب السياسي عبد الحميد سي عفيف من قوة الحركة التقويمية، مؤكدا أن وراءها ''أناسا فاشلين رفضتهم القواعد النضالية، حاولوا عبر جمع مجموعة لا تزيد عن 50 شخصا التشويش على ندوة قسنطينة، وحاولوا نفس الشيء بمعسكر إلا أنهم فشلوا''.