ثمّنت نقابات قطاع التربية قرار الوزير بن بوزيد بتخفيف الحجم الساعي للدراسة في الطور الابتدائي والعودة إلى العمل بنظام الدوام الواحد، وفي المقابل شدّد ممثلو هذه التنظيمات على المساواة بين تلاميذ المؤسسات، في كافة ولايات الوطن، وتمكينهم من حق الاستفادة من وسائل الترفيه والتسلية داخل المدرسة بنفس القدر. أكد أمين عام فيدرالية التربية بوداحة صالح أن الإجراءات التي أعلن عنها وزير القطاع والهادفة إلى تقليص الحجم الساعي للدراسة في الطور الابتدائي هي في الأصل مطلب لنقابات القطاع، دافعت عنه في اللقاءات التي جمعتها مع اللجنة المكلفة بمراجعة ملف الوتائر المدرسية، ولكن الاتفاق بين الطرفين تم على أساس التقيد بعدم ''إجبارية'' الترفيه والتسلية داخل المدرسة، إلى أن تتمكن الوزارة من توفير وسائل تطبيق هذه السياسة التربوية الجديدة في جميع نواحي الوطن، حتى لا تكون مؤسسات العاصمة وغيرها من المدن الكبرى المستفيد حصريا من التوجه المذكور، بحكم تميزها بتعداد معتبر لأساتذة الرياضة والموسيقى والرسم. واشترطت الفيدرالية، أيضا، ألا يبرمج فضاء الترفيه بشكل يومي في المدارس، والمراد من ذلك فسح المجال أمام التلاميذ للاستمتاع بوقت الفراغ المتاح لهم، واستغلاله في ممارسة نشاطات أخرى في البيت أوخارجه. وثمّن المتحدث قرار العودة إلى العمل بنظام الدوام الواحد، مبرزا التداعيات الايجابية له بالنسبة للتلميذ الذي سيتمكن من استيعاب أفضل للدروس والمراجعة، وبالتالي ضمان تحصيل دراسي في المستوى. أما فيما يخص الأستاذ ''فسيتنفس الصعداء''، يقول بوداحة، خاصة وإنه يقوم حاليا بوظائف متعددة، وهو''مسجون في المدرسة برفقة التلميذ طيلة النهار''. من نفس الزاوية تناول منسق المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني نوار العربي معاناة المعلم في التعليم الابتدائي، والذي يدرس في حدود 30 ساعة أسبوعيا. ورغم اعترافه بأهمية انتقال التلميذ من القسم إلى فضاء تسلية داخل المدرسة، أشار مصدرنا، إلى احتمال ورود مشاكل في تعوّد الآباء والأمهات العاملات على هذا النظام، خاصة في حال خروج الأطفال من المدارس بعد انتهاء الدراسة. وأوضح، في سياق متصل، بأن وزارة التربية بعد إقرارها تخفيف جدول التوقيت الزمني للدروس، موازاة مع تمديد السنة الدراسية إلى 36 أسبوع عوض 32 أسبوع المعتمدة في الوقت الراهن، أضحت مطالبة بإعادة النظر في كثافة البرامج. مضيفا بأن النقابات دعت إلى التريث في إصدار قرارات تخص مراجعة الرزنامة الزمنية للدراسة في الطورين المتوسط والثانوي، والإعلان عن دراسة متأنية للمسألة. ويرى رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي مزيان مريان، بأن الترتيبات التي ستعكف وزارة التربية على تطبيقها العام المقبل، ستعود بالفائدة على عدد كبير من أساتذة الموسيقى والرسم والرياضة، الذين سيتم توظيفهم في هذا الإطار بعد سنوات من البطالة، مشددا على انتهاج أسلوب ''العدل والمساواة '' بين تلاميذ جميع ولايات الوطن في التغطية بوسائل أداء النشاطات الثقافية والحق في الترفيه والتسلية، حتى لا تكون العاصمة ''الشجرة التي تغطي الغابة''، ويتابع قائلا بأن المربّين في هذا الطور وتلامذته سيرتاحون من الضغط المترتب عن ساعات التدريس الطويلة في اليوم الواحد، والتي غالبا ما تصل إلى حدود 8 ساعات، ما يفسر حالة الإرهاق عند المعلمين والعزوف عن الدراسة في سن مبكر لدى الأطفال.