عاد المهرجان الوطني للموسيقى الحالية، أول أمس، إلى دياره، بعد غياب دام 3 سنوات متتالية، ليحتضن ركح مسرح ''كالما'' الروماني بفالمة فعاليات طبعته السادسة، التي شهدت توافدا كبيرا للشباب والعائلات الفالمية، وكان الشاب بلال نجم أولى سهراتها. لم تكن أولى سهرات المهرجان الوطني للموسيقى الحالية لتمر مرور الكرام، وهي تسجل عودتها إلى ركح ''كالما''، فاحتضنتها العائلات الفالمية، وعاش ساعات حفلها الشباب الذي لم يقتصر على أبناء المدينة، بل تعداها إلى تلك المتاخمة لها، وكلهم أمل في ملاقاة فنانيهم وفرقهم الغنائية، رغم تأخر رفع الستار على أول سهرة بأكثر من نصف ساعة. وكان لاعتلاء المغني كمال الفالمي الركح بمعية فرقته ''الفوغالية''، دور في تقديم ''الفرجة''، وبث الحماسة لدى الجمهور الذي غصت به مدرجات ''كالما''، وتفاعل مع الأغاني المقدمة أداء ورقصا، بدءا بأغنية ''أركب وارواح''، الموسومة بنوتات ''القصبة'' و''البندير''، المتمازجة مع إيقاعات ''الباتري''، ليرفع ريتم السهرة بأغنية ''طالع نشكي'' التي أقام بها الحضور من مجالسهم، مطلقين العنان لأجسامهم طيلة فقرته الغنائية. وتواصل الجزء الأول من السهرة بصعود خريجي ''ألحان وشباب'' المنصة، رفقة مغني الراب حمدي البرنس، لتوقيع عرض غنائي مقتضب موسوم ''فالمة في القلب''، التي حملت الحضور في رحلة بين مختلف الطبوع الغنائية الجزائرية. واستهل العرض باستخبار ''يا سايل هاذ الجبال'' في طابع ''أياي'' بصوت سفيان زيقم، إلى النغمة الشاوية من توقيع عبدالله الكرد، فالعاصمية والقبائلية بنبرات أمال إبدوزن، وصولا إلى الطابع العلاوي الذي اختار نور الدين طيبي أن يجمع فيه النغمتين الصحراوية والوهرانية، مع بعث حمدي البرنس مقاطع راب كلاسيكية وأخرى ريتمية، فموسيقى الراقا، إلا أن أداء راقصي اللوحة التي رافقت العرض الغنائي لم يكن متناسقا ولا متناغما. ولم يتعد ظهور فرقة ''جمعاوي أفريكا'' المستوى التنشيطي للسهرة، لكنها تمكنت من سلب لحظات ساخنة تجاوبت معها الأمواج البشرية إلى حد ما، بالرغم من أنها لم تحضر إلى ''كالما'' بلمسات فنية جديدة، واكتفت بنفس الملامح التي عُرفت بها، مؤدية ''جبال''، ''زمان'' و''حشيش وبوحشيش'' و''منايو'' من التراث الفناوي بلغة ''بامبارا''. وكان الشاب بلال نجم السهرة في ختامها، حيث ظل الجمهور يطالب باعتلائه المنصة طيلة فترات السهرة، إلى أن حلّت الساعة منتصف الليل، فأدّى باقة من أغانيه القديمة، واكتفى بأغنيتين جديدتين من ألبومه الجديد، ألهب بهما الشباب الحاضر، الذي لم يهدأ طيلة 45 دقيقة من الغناء، على غرار ''راني عيان''، ''خويا شاولا هذا''، ''يا اللي فور فور'' إلى جانب ''شريكي''، ''سهيلة''، ''أماني أمانا'' و''كاين وكاين''. أصداء - كان الشباب الفالمي الورقة الرابحة في المهرجان، بامتلاكه ثقافة إصغاء متميزة، إلى سلاسة كبيرة في تعامل أعوان الأمن وإياهم. - وصل عدد المقبلين على مسرح ''كالما'' الروماني، في أول سهرة من المهرجان، إلى 1430 شخص، ما بين شباب وعائلات.