أجمعت معظم وكالات السفر على أن أغلب الجزائريين يلجؤون إلى قضاء عطلهم الصيفية خارج الوطن بدلا من قضائها في الداخل، بالنظر إلى التكاليف المرتفعة التي تفرضها معظم الفنادق بالوطن، حيث تتجاوز في أغلب الأحيان الميزانية التي يصرفها الفرد لدى قضائه العطلة بالخارج، حيث يفضل أغلبهم التوجه الى البلدان العربية المجاورة مثل تونس ومصر ومؤخرا تركيا نظرا الى نوعية الخدمات المتوفرة وحسن الاستقبال الذي يحضا به السائح هناك طلية أيام عطلته. بينت الأرقام التي أوردتها معظم وكالات السفر التي قامت "صوت الأحرار" بزيارتها أمس، أن عدد الطلبات المسجلة الخاصة بقضاء العطل الصيفية في الخارج يتجاوز تلك الخاصة بتنظيم رحلات داخل الوطن، حيث أوضحت مسؤولة بوكالة الأسفار والسياحة "ميلي" أن ميزانية رحلة إلى أحد المدن السياحية الساحلية بالوطن وبالتحديد مدينة تيبازة قد تقارب تكلفتها ال 5.4 ملايين سنتيم أي ما يعادل 400 أورو لمدة أسبوع، في حين يمكن قضاء عطلة لمدة 20 يوما بتونس بنفس الميزانية، على الرغم من أن الخدمات الفندقية هناك أفضل من تلك التي توفرها معظم فنادق الوطن بالنظر إلى افتقارها للهياكل السياحية وللكفاءات المختصة في مجالي الفندقة والسياحة. من جهته أرجع مسؤول آخر بوكالة الأسفار والسياحة ريفواياج ارتفاع عدد هذه الطلبات إلى "هاجس الأمن" الذي يؤرق العديد من المواطنين، إلى جانب ما أسماه الرغبة في اكتشاف الآخر والمستوى العالي للخدمات التي يتم توفيرها في باقي الدول خاصة ما تعلق منها بتونس ومصر والذين يعدان أكثر الدول التي يقصدها الجزائريون في موسم الاصطياف، مشيرا إلى أن عدد الطلبات للتوجه إلى تركيا قد شهدت ارتفاعا محسوسا في الآونة الأخيرة مما دفع بالعديد من الوكالات إلى مضاعفة الامتيازات الخاصة وذلك في إطار المنافسة بغرض استقطاب الراغبين في السفر. وعن البرنامج الذي يتم تقديمه على مستوى هذه الوكالات لاستقطاب عدد أكبر من المسافرين، أكد مسؤولة بوكالة الأسفار والسياحة "ميلي" أن أهم الخدمات التي يتم تقديمها من خلال هذا البرنامج هو توفير الإقامة بالفندق الذي يفضله الزبون الى جانب ضمان وسيلة لتنقله الى المطار وتحويله الى مكان إقامته بالبلد الذي سيتم التوجه إليه لقضاء عطلته الصيفية، كما يتم حسب البرنامج المقدم من طرف الوكالة توفير الوجبات اليومية للأكل حسب ما يتم الطلب عليها سواء كانت نصف وجبة" غذاء أو عشاء" أو كاملة طيلة أيام عطلته، مضيفة أنه من بين الامتيازات التي يتم توفيرها هو مرشد سياحي والذي عادة ما نجده في البلدان التي تعد معرفة الجزائريين لها الضعيفة. وفيما يخص تكاليف الرحلات الجماعية المنظمة فهي تختلف من بلد لآخر حسب نوعية الخدمات والبرنامج الذي يتم تسطيره من طرف وكالات الأسفار والسياحة، أشار مسؤول بالديوان الوطني الجزائري للسياحة أن تكلفة قضاء عطلة في تونس هي أقل مقارنة بالبلدان الأخرى حيث الإقامة في منطقة سياحية مثل الحمامات في فندق لأربعة نجوم يكلف حوالي 5 مليون سنتيم أي ما يعادل 475 أورو مع توفير كل الوجبات اليومية وضمان وسيلة للنقل، في حين تصل تكلفة السفر الى شرم الشيخ بالقاهرة الى أكثر من 6 مليون سنتيم بنفس الامتيازات المقدمة وبالرغم من هذه التكلفة فان معظم الجزائريين يفضلون قضاء عطلهم الصيفية في مثل هذه البلدان بدلا من قضاءها بالداخل خاصة وانه في الآونة الأخيرة تم تسجيل عدد كبير من الطلبات التي تتعلق بتنظيم رحلات جماعية الى تركيا والتي أصبحت اليوم تستقبل عدد كبير من السياح الجزائريين هناك.