؟ عن أبي الحباب سعيد بن يسار أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''مَن تصدَّق بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله إلاّ طيّبًا كان إنّما يضعها في كفّ الرّحمن يربيها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتّى تكون مثل الجبل'' رواه البخاري. فقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ''مَن تصدّق بصدقة من كسب طيب'' أي مكسوب، والمراد ما هو أعم من تعاطي التكسب، أمّا المراد بالطيب: الحلال لأنه صفة كسب، وقوله ''ولا يقبل الله إلاّ طيّبًا'' في الصدقة، أي الحلال، وقوله ''فإنّه إنّما يضعها في كف الرّحمن'' قال المازري: هذا الحديث وشبهه إنّما عبّر به على ما اعتادوه في خطابهم ليفهموا عنه، فكنّى عن قبول الصدقة باليمين وبالكف، وعن تضعيف أجرها بالتربية، وقوله ''يربيها'' أي يُنَمِّيها لصاحبها بمضاعفة الأجر أو الزيادة في الكمية، وقوله ''كما يُربي أحدكم فلوه'' مهره لأنه يفلى أي يفطم، ولأن الصدقة نتاج العمل، وأحوج ما يكون النتاج إلى التربية إذا كان فطيمًا، وقوله ''حتّى تكون مثل الجبل'' لتثقل في ميزانه.