تسببت موجة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، مساء أول أمس، في حدوث أعمال شغب وتخريب طالت مقر بلدية ليشانة التابعة لدائرة طولفة ببسكرة، حيث اقتحم المئات من المواطنين البلدية، وأتلفوا جميع معداتها، بما في ذلك حافلتي النقل المدرسي وعتاد مخصص للوحدة الصحية الجديدة. أكدت مصادر متطابقة أن الأمور كانت هادئة بهذه البلدية إلى أن تكرار انقطاع التيار الكهربائي دفع بالعشرات من السكان إلى رشق مقر البلدية، فيما توجه آخرون إلى رئيس البلدية في محاولة منهم للاستفسار والاحتجاج عن هذه الوضعية، حيث دخلوا في مفاوضات مشحونة بالغضب معه، وحاول '' المير '' إقناعهم وتهدئتهم، وأمام إصرارهم على افتكاك وعد منه بعدم تكرار انقطاع، وعدم قدرة رئيس البلدية على التعهد بشيء لا يتحكم فيه، خرج المحتجون في حالة احتقان وغضب. لكن سرعان ما عادت الأمواج البشرية لتشن هجوما استهدف كل ممتلكات هذه الهيئة، وألحقوا أضرارا بحافلتي النقل المدرسي اللتين كانتا في الحظيرة، كما حطموا معدات وتجهيزات صحية وكراس تم اقتناؤها مؤخرا لاستغلالها في الوحدة الصحية التي كان يرتقب فتحها. كما طالت أيادي التخريب والنهب المكيفات الهوائية، ومولدات الكهرباء، وأجهزة الإعلام الآلي، والمعدات المكتبية، والأبواب، وتحطيم سيارة ملك للبلدية. وعلم أن المحتجين دخلوا في كر وفر، ومشادات وتراشق مع قوات الدرك، ما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 3 من عناصر الدرك، وشخصين كانا من الذين واجهوا المحتجين. وذكرت مصادرنا أن مصالح الدرك أوقفت عددا من المشتبه فيهم، ينتظر أن يتم التحقيق معهم وتقديمهم للعدالة. إصابة رجال الشرطة وتوقيف أكثر من 20 شخصا بخنشلة وفي خنشلة اضطرت قوات الأمن إلى استعمال القوة لفتح الطريق الوطني رقم 88 المغلق في وجه حركة المرور نحومدينة خنشلة وبلديات الولاية الشمالية وولاية باتنة، وهي العملية التي أسفرت عن إصابة أفراد من الشرطة، وتوقيف أكثر من 20 شابا من بين عشرات المحتجين الذين ثاروا ضد انقطاع التيار الكهربائي. تدخل الشرطة جاء بعد 6 ساعات من غلق الطريق الوطني رقم 88 عند مخرج بلدية الحامة الشمالي، حيث لم يفلح الحوار المفتوح من قبل بعض المنتخبين ورجال الأمن، مما اضطر لتحويل جل المركبات القادمة من خنشلة أو باتنة، وتغيير مسارها إلى الطريق الوطني رقم 32 الرابط بين ولاية أم البواقي، خنشلةوباتنة على بلدية الرميلة أوعين الزيتون بولاية أم البواقي. وأمام عدم قبول المحتجين لفتح الطريق، اضطر رجال الشرطة إلى فتح الطريق بالقوة، وأثناء ذلك رشق المحتجون أفرادا من الشرطة، ما أدى إلى إصابة العديد منهم، ثم بدأت حملة التوقيفات التي وصل فيها العدد إلى أكثر من 20 شخصا في حصيلة أولية. وكانت مطالب شباب البلدية تتمثل في إيجاد حل لقضية الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي ومشكل عدم توزيع السكنات على المواطنين، وتوزيعها على الأساتذة الجامعيين، واتهموا بعضهم باستئجارها ب 10 آلاف دينار شهريا. كما لم يتم فتح تحقيق في الملفات المثارة من قبلهم أمام السلطات، التي عقدت معهم اجتماعا بحر الأسبوع الماضي، كفتح تحقيق في المؤسسة الإستشفائية الجوارية للبلدية، وقضية الشغل في الجامعة، والسكنات الهشة واهتراء طرق بعض الأحياء والبناء الريفي.