نتوقف في هذا الحيز أمام ثلاث محطات في مشوار قلب الدفاع الأنيق وابن منطقة الونشريس التاريخية، فضيل مغارية في مشواره الكروي. مع فريقه الأبدي أولمبي الشلف، ثم النادي الإفريقي التونسي والفريق الوطني. ويستحضر ''الصخرة'' مشواره الحافل والعروض التي تلقاها ومباراة جوفنتوس التي لا تنسى وأمور أخرى. بطاقة حمراء في أول ظهور مع الفريق الأول كشف لنا فضيل أن أول ظهور له مع فريق الأكابر أولمبي الشلف كان سنة 1979 ''ولم أكن أتعدى حينها 19 سنة، حيث أنني عكس زملائي لم أتدرّج في الأصناف الدنيا. بدايتي كانت مع الأواسط وبعد أربع مباريات تم ترقيتي إلى الفريق الأول. وأتذكر أن أول لقاء كان ضد غالي معسكر في مواجهة محلية جرت بالملعب البلدي تلقيت فيها بطاقة حمراء بعد مناوشات مع المهاجم شيباني الذي وجد صعوبة في اختراق دفاعنا. لهذا كان يحاول استفزازي وكان مصيري الطرد''. حققت كل شيء مع النادي الإفريقي بعد 13 سنة من العطاء مع فريقه جمعية الشلف، اختار فضيل مغارية الاحتراف في تونس آخذا بنصيحة المدرب الشيخ عبد الحميد كرمالي ''لعبت لمدة ثلاث سنوات من 1992 إلى 1995 في النادي الإفريقي وكانت ناجحة بالنظر إلى المستوى الذي أظهرناه. حيث فزنا في العام الأول بكل الألقاب، البطولة والكأس وكأس إفريقيا للأندية البطلة والكأس الأفرو أسيوية. وأفادتني التجربة في هذا الفريق العريق، كما أنني بعد ذلك تحولت إلى اتحاد طنجة المغربي لمدة موسم واحد قبل التنقل إلى النادي العربي السعودي، حيث أنهيت مشواري الكروي عن عمر 35 سنة''. مدير نفطال عرض عليّ محطة بنزين في العطاف كما كشف قلب الدفاع الأنيق للمنتخب الوطني عن العروض التي وصلته قبل وبعد مونديال 1986، حيث أكد أن شبيبة القبائل كانت تريده وقدّمت له عرضا لايرفض ''حتى أن الوزير الراحل قاصدي مرباح تحدث معي وحاول بطريقته إقناعي. نفس الشيء مع مولودية وهران بواسطة المدير العام لنفطال كازي تاني الذي كان يشرف على الفريق، حيث عرض عليّ محطة بنزين في العطاف مقابل تقمص ألوان الفريق، ليبقى أكبر عرض ومن الصعب أن يرفضه أي لاعب جاءني من اتحاد بلعباس سنة 1988 عندما عرض عليّ حسناوي عكاشة قيمة مالية كبيرة، استلمت نصفها وأمضيت قبل أن أتراجع وأفضل البقاء في جمعية الشلف. لأنني كنت أرى نفسي غير قادر على الخروج من هذا الفريق. ولا يمكنني أن أنسى مواقف حسناوي لأنه رغم إمضائي على إجازة لم يحاول عرقلتي، بل قام بسحبها من الرابطة. وهو ما يبيّن قيمة هذا الرجل الذي كان بحق مسيرا من طينة الكبار''. ''زيدان كان يريدني في كورتري وكدت ألعب في ليون'' كما كان لمغارية عروضا بعد مونديال مكسيكو. ''لقد عرض علي جمال زيدان اللعب في كورتري البلجيكي. لكن العرض لم يكن جيدا. كما تقرب مني ناد إسباني، لكن قوانين الاتحادية حرمتني. وفي سنة 1988 تلقيت عرضا جيدا من ليون الفرنسي، لكن وجود ثلاثة لاعبين أجانب فيه ومطالبتي بأن ألعب لمدة 6 أشهر مع الفريق كاحتياطي دفعني للعودة إلى الشلف''. تراباتوني أثنى عليّ بعد مباراة جوفنتوس وعن مشواره مع الفريق الوطني، عاد فضيل للحديث عن الذكريات التي عاشها مع ''الخضر'' من 1984 إلى,1992 والتي ''كانت مليئة بالإنجازات حيث شاركت في 6 نهائيات كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم في المكسيك، توجت مرتين كأحسن قلب دفاع في القارة السمراء 1986 و1988 وانتخبت الرابع في مونديال مكسيكو''. كما لا ينسى ابن الشلف المواجهة أمام النادي إيطالي جوفنتوس ''قدمت مباراة في القمة حتى أن المدرب الأسطورة تراباتوني كشف بعد اللقاء عن الأسماء التي تألقت في المباراة وذكرني مع الثلاثي ماروك، مناد وبلومي. والطريف في مباراة جوفنتوس أننا كنا نحضّر طيلة شهر على عدم ارتكاب أخطاء أمام منطقة 20 مترا حتى نتجنب بلاتيني في المخالفات المباشرة وهو ما تحقق، حيث لم نترك لنجوم الفريق الإيطالي فرصة لذلك''. بوسري كان يقلقني وفرحت للشلف بالبطولة كما أسرّ لنا مغارية أن اللاعب الذي كان يقلقه هو بوسري بخفته وسرعته. واستغرب لعدم منحه الفرصة مع المنتخب الوطني. كما يعتقد أن دحماني لاعب شباب بلوزداد ضيّع مشوارا كبيرا وكان الوحيد القادر على خلافة مرزقان في ذلك المنصب. ولم ينس تهنئة فريقه على اللقب الذي استحقه والذي أدخل الفرحة للشلفاوة.