يواصل هلال العربي سوداني مهاجم جمعية الشلف تألقه وسط مجموعة من نجوم البطولة، وصار يترك بصماته في كل جولة ويمتع "الشلفاوة" وكل محبي الكرة بفنياته وأهدافه الجميلة، ورغم قلة خبرته وصغر سنه (لا يتعدى 23 سنة)، إلا أن طريقه إلى المرمى في العديد من المرات لا تكون مخيبة لأنه هدفه، الشباك وجهته والفوز غايته. سوداني أو كما يدعوه "الشلفاوة" "دروڤبا الشلف" يريد البروز أكثر هذا الموسم، خاصة بعد دعوته الأخيرة إلى المنتخب الوطني للمشاركة في لقاء العودة أمام المنتخب المغربي المقرر يوم الرابع جوان القادم، ليشق طريقه بخطوات ثاتبة نحو التألق دوليا، بعد أن فعلها من قبل في دورة نهائيات كأس إفريقيا للمحليين التي جرت في السوداني شهر جانفي الماضي، وسجل ثلاثة أهداف وكان من بين أحسن الهدافين في البطولة. شغفه بكرة القدم جعله ينقطع عن الدراسة في سن مبكرة وقد أجرينا حوارا شيقا مع سوداني تحدث فيه شغفه بلعب كرة القدم منذ صغر سنه، التي فضلها أن تكون مهنته بعد أن كانت هوايته التي أخذت كامل وقته، حيث قال: "لما كنت صغيرا لم أداوم على مقاعد الدراسة كثيرا حيث كنت أغيب لأذهب إلى ملعب "الفيرم" لألعب كرة القدم مع أصدقائي، وكان والدي يضربني حينما يسمع من معلمي أنني كثير الغياب، ولما وصلت إلى السنة الأولى ثانوي قررت وضع حد لمشواري الدراسي والاهتمام فقط بكرة القدم، التي صارت حياتي وهدفي الذي أتمنى تحقيقه، وها أنا على الدرب أسير ولم تذهب تضحياتي سدى". كان قريبا من الانضمام إلى اتحاد العاصمة في صنف الأشبال وكشف لنا سوداني أنه حينما كان في صنف الأشبال كان قريبا من الانضمام إلى اتحاد العاصمة، وأوضح قائلا: "عندما كنت في صنف الأشبال تلقيت عدة عروض لكن الفريق الذي بقي متحمسا للاستفادة من خدماتي هو اتحاد العاصمة، الذي حدد لي مسيروه موعدا بعد المباراة التي جمعتهم بمولودية وهران هنا بالشلف في عام 2005، في الدور 32 من كأس الجمهورية، كانت الأمور قد فصلت بيني ويبن مسيري الإتحاد، منحتهم أوراقي وكل ما يلزم للانضمام، كما أنهم قاموا بكل الإجراءات من أجل ضمي، لكن في الأخير "ربي ما كتبهاش" وبقيت في الشلف إلى اليوم". ما سر حمله الرقم 2؟ المعروف أن المهاجم يحمل رقما يوضح منصبه على الميدان، لكن هذا الأمر لا ينطبق على سوداني الذي فضل منذ أن رقي إلى صنف الأكابر حمل الرقم 2 الذي يحمله عادة الظهير الأيمن، وسألناه عن سر ذلك فرد قائلا: "أتذكر جيدا أول لقاء لي مع الأكابر في تيزي وزو أمام الشبيبة المحلية، استدعاني المدرب عمراني في آخر لحظة ووضعني ضمن قائمة 18، وحينما طلبت قميصا فلم أجد سوى الرقمين 7 و2، فجلب لي بن شوية القميص رقم 2 وطلب مني ارتداءه لكنني رفضت وقلت له إنني مهاجم ولا يعقل أن أحمل الرقم 2، ثم ذهبت إلى حارس العتاد آنذاك "عمي امحمد" وطلبت منه أن يجلب لي القميص رقم 7، فرآني بن شوية وأمرني أن أرتدي الرقم 2 لحاجة في نفسه ففعلت ذلك دون أن أناقشه، وبعدها دخلت الميدان في الشوط الثاني، وفي أول توزيعة أتتني من زميلي خالد تمورة سجلت هدفا هو الأول في مشواري مع الأكابر، لذا قررت الاحتفاظ بالرقم 2 لأنه فأل خير لي، فضلا عن هذا فإنه ترقيم ولاية الشلف". عاش مشاكل كثيرة في أول موسم له مع الأكابر ولا يعرف الكثير أن سوداني كاد يضع حدا لمسيرته الكروية في أول موسم له مع الأكابر، بسبب المشاكل الكثيرة التي وقعت له مع المدرب عبد القادر عمراني، الذي نقله مع الفريق إلى التربص الصيفي بمدينة عين الدراهم التونسية، ومباشرة بعد عودة التشكيلة إلى الشلف تم إبعاده لأسباب انضباطية، ليبقى اللاعب قرابة خمسة أشهر دون تدريبات، ولولا تدخل والده والرئيس مدوار لإقناع عمراني بإعادته ما سمعنا اليوم باللاعب سوداني لا في الشلف ولا في المنتخب الوطني. منذ الصغر وهو قناص وهداف الشلف لم يتعود سوداني على اللعب في مناصب كثيرة في الأصناف التي تدرج فيها، حيث كان يشغل منصبا واحدا هو قناص الأهداف، وكان ينهي كل موسم وفي كل صنف هدافا للبطولة، وآخرها مع الأواسط في موسم التتويج معهم بلقب البطولة مسجلا 27 هدفا. عودته كانت بأربعة أهداف في أول موسم ورغم المشاكل التي وقعت للاعب سوداني في عهد المدرب عمراني، إلا أنه أكد بالأهداف التي سجلها أنه من اللاعبين أصحاب الرغبة الشديدة في البروز، بدليل أنه ورغم مشاركاته القليلة إلا أن أهدافه كانت دائما حاضرة، حيث سجل في موسم 2005/2006 أربعة أهداف في مرحلة العودة لأنه في مرحلة الذهاب ولا في أي لقاء. مرض والده شغله كثيرا الشغل الشاغل ل هلال سوداني هذه الأيام هي في الوضعية الصحية الصعبة التي يوجد عليها والده "عمي احميدات"، الذي خضع مؤخرا إلى عملية جراحية في مستشفى "اولاد امحمد" في الشلف إثر إصابته بمرض خبيث في الصدر، ثم نقل إلى عيادة "شهرزاد" الخاصة بالشراڤة ليقضي بها مرحلة نقاهة، حيث يتنقل سوداني إلى العاصمة لزيارة والده المريض. "لومون" أول عرض رسمي يتلقاه سوداني وبالنسبة للعروض التي تلقاها اللاعب من خارج الوطن، فنجد عرضا واحدا رسميا تلقاه من نادي "لومون" الذي ينشط في الدرجة الثانية من البطولة الفرنسية، حيث أرسلت إدارته عرضا جادا إلى إدارة الشلف قبل أيام قليلة تطلب خدمات سوداني، لكن مرض والده وارتباطه بالمنتخب الوطني، جعلاه يؤجل التنقل إلى فرنسا للقيام بالفحوص الطبية والتوقيع على العقد، وهذا ما سبق ل"الهداف" أن أشارت إليه. سبق له اللعب في المغرب وملعب "فاس" أخذ عقله وفي حواره معنا كشف لنا سوداني أن أفضل وأحسن ملعب أجرى فيه مباراة كان قبل موسمين، حينما كان مع المنتخب الأولمبي، في مدينة فاس المغربية حينما واجه نظيره المغربي هناك وخسر أمامه مباراة العودة، حيث انتهت نتيجة الذهاب بالتعادل، سجل آنذاك للمنتخب زميله الحالي في الشلف محمد سوڤار ليعادل المغاربة النتيجة، وعلى اعتبار التجربة التي كانت ل سوداني مع المنتخبين الأولمبي والمحلي، فإن التجربة التي كانت له في فاس جعلته يشكل فكرة عن الجماهير المغربية. ====== هلال سوداني في حوار خارج عن المألوف ل"الهداف": "أتمنى أن أجسد ثقة بن شيخة وأجعله يفتخر باستدعاني" "اسمي جعلني أحد نجوم "هوليوود" في السودان" "ديمبا كان يضربني ورحيله من شبيبة القبائل أراحني كثيرا" "دروڤبا نجمي المفضل وتشيلزي فريق القلب" "لما وصلني خبر دعوتي إلى المنتخب "طرت فرحا" واتصلت مباشرة بوالدي" من هو هلال سوداني؟ هلال العربي سوداني، من مواليد الشلف يوم 25 نوفمبر 1987، طولي 1,75 م والوزن 72 كلغ، تدرجت في كل الأصناف مع فريقي جمعية الشلف. ما هو هدفك في الحياة؟ آمل النجاح في مشواري لاعب كرة قدم والاحتراف في أحد الأندية الأوروبية، وقبل هذا حمل ألوان المنتخب الوطني الأول، ويبقى هذا حلمي الذي أتمنى تحقيقه في هذا السن. حققت أول حلم بمشاركتك في نهائيات كأس أفريقيا للاعبين المحليين، وتلقيت دعوة بن شيخة مرة أخرى إلى المنتخب الأول، كيف ترى الأمر؟ هذا العام أنا أسعد لاعب في البطولة، ليس فقط بمشاركتي في نهائيات كأس أفريقيا المحليين وتسجيلي ثلاثة أهداف، بل أيضا بثقة الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة بي ودعوتي للمشاركة في التربص القادم للمنتخب الأول، الذي سننطلق الجمعة القادم بإسبانيا تحضيرا لمباراة العودة أمام المنتخب المغربي، كما أنني هذا الموسم مع فريقي نحتل ريادة ترتيب البطولة وأنا هدافها، وهذا يعني أنني أحقق ما حلمت به منذ صغري وهو لقب البطولة لفريقي ودعوة المنتخب الوطني. كيف هي علاقتك مع والديك؟ الحمد لله راضيان عني، وما داما كذلك لا أخاف أي شيء، لأن رضا الوالدين لا يمكن أن تشتريه بالمال ولا أن تبذل جهدا لتحقيقه، بل هو نابع عن طاعة ومودة وحب، ولهذا فكل شيء أعمله هو من أجل والديّ ومهما فعلت فلا يمكنني أن أرد فضلهما عليّ، كما بودي أن أغتنم الفرصة وأدعو الله بالشفاء العاجل لوالدي الذي يعاني من مرض وهو اليوم في عيادة "شهرازاد" بالعاصمة. "ربي يشافيه"... شكرا لك، أشكر أيضا كل من وقف إلى جانب عائلتي سواء زملائي في الفريق، الذين كانت وقفتهم معي مميزة، دون أن أنسى أصدقائي والرئيس عبد الكريم مدوار الذي أشكره بوجه خاص. ما هي المقابلة التي بقيت راسخة في ذهنك إلى حد الآن؟ لقاء شبيبة القبائل قبل ثلاثة مواسم، والذي كان أول موسم لي مع الأكابر حيث شاركت فيه احتياطيا، وبعد دخولي بلحظات تمكنت من تسجيل الهدف بطريقة جميلة في مرمى الحارس شاوشي، فبعد أن انفردت به سددت كرة أرضية بين قدميه ودخلت الشباك، كما يوجد لقاءات كثيرة لا يمكنني أن أذكرها. الفريق الذي تناصره ولاعبك المفضل؟ نادي "شيلزي" الإنجليزي، ولاعبي المفضل هو الإيفواري "ديديي دروڤبا". ألهذا كلما تسجل تقوم بحركته، إما تفتح يديك أو ترمي نفسك على الأرض؟ ليس كثيرا، فاللاعب "دروڤبا" حينما يسجل يتزحلق على العشب الطبيعي والأرضية تساعده، وهذا ما لم أنجح في تطبيقه سواء في الشلف أو في ملاعب أخرى بالجزائر، والملعب الوحيد الذي نجحت في تقليد حركة "دروڤبا" كان أمام سعيدة، حينما سجلت هدف التعادل، والشيء نفسه في حركة اليدين. ما هو أفضل هدف سجلته؟ أمام وفاق سطيف الموسم الماضي، حينما سجلت الهدف الثاني الذي أعتز به كثيرا، كما يوجد أهداف أخرى كثيرة سواء حسمت بها الفوز لفريقي أو كانت طريقة تسجيلها فنية وجميلة. ما هو أجمل ملعب لعبت فيه؟ ملعب فاس بالمغرب، والذي لعبت فيه مع المنتخب المحلي أمام المنتخب المغربي العام الفارط. من هو المدافع الذي تجد صعوبة كبيرة في تجاوزه؟ "ديبما" مدافع شبيبة القبائل كان "يضربني بزاف"، لكن مع رحيله من الشبيبة "تهنيت" ولم أعد أخشى أي مدافع. كم هو عدد إخوتك؟ لي أخوان وأختان، يعني أن والدي لم يحققا التعادل ( 3 ذكور باحتساب نفسه وبنتان). ما هي أجمل ذكرى في حياتك؟ لما فزت مع فئة الأشبال بكأس الجمهورية، بعدها الإدارة كافأتنا ونقلتنا في رحلة إلى تونس، وكانت أول فسحة لي خارج الوطن، وهذه الذكرى يستحيل عليّ نسيانها سواء الكأس أو الرحلة. وما هي الأسوأ؟ لما تعرضت لإصابة في نهاية مرحلة الذهاب العام الماضي وبقيت أربعة أشهر بعيدا عن المنافسة. من هو اللاعب الذي كنت تتمنى اللعب إلى جانبه؟ هو من دون تفكير سيد علي عبو أحييه بالمناسبة، إنه لاعب قدم الكثير لكرة القدم ولجمعية الشلف، كما أن مشواره كبير، تمنيت اللعب معه وحققت هذه الأمنية. وفي الخارج من هو اللاعب؟ كنت أتمنى اللعب إلى جانب زين الدين زيدان، ويكون إلى جانبي "دروڤبا" في الهجوم. ماذا تفضل "الفيرم" أو بومرزاق؟ ملعب "الفيرم" قضيت فيه طفولتي وعشت فيه ذكريات لن أنساه أبدا، أما بومزراڤ فهو أيضا أفضله لكن بدرجة أكبر ملعب "الفيرم"، لأنني كبرت فيه وتعلمت كرة القدم على أرضيته. ماذا منحتك كرة القدم؟ منحتي تقريبا كل شيء "معريفة" الرجال، المال، حب الناس والشهرة أعتقد كل شيء، أمر هام يجعلني أفتخر بأني لاعب كرة قدم هو حب الناس لي، لأن ذلك لا يقدر بثمن ولا يمكنك أن تشريه. من هو أقرب لاعب منك في الفريق؟ مكيوي دون تفكير. كيف وجدت نفسك مع سوڤار، مسعود وجديات؟ مضت ثلاث سنوات وأنا ألعب مع مسعود، وهو يعرف جيدا طريقة لعبي كما أنا أفهم تحركاته جيدا، أما سوڤار فقد التقيته مع المنتخب المحلي ولعبت معه، بينما مولود جديات فهو لاعب كبير، وهذا الثلاثي دون مجاملة قدم الشيء الإيجابي للشلف، كما منحوني الثقة في النفس وأشكرهم كثيرا على تعاونهم معي. بدايتكم مع خسارة بأربعة أهداف، ألم تزرع في نفسكم الشك؟ هذا صحيح، لم نبدأ الموسم بقوة وتلقينا هزيمة ثقيلة أمام بجاية، لكن مع مرور الوقت نجحنا في صنع التنسيق وتحقيق الانسجام بيننا، سمح لنا بتجاوز كامل المشاكل التي كانت تواجهنا وتقف في طريقنا، كما أن أهم ما ساعدنا على تجاوز قلة التنسيق هي الروح الأخوية التي تميز المجموعة والتي جعلت الفريق أكثر صلابة، كما لم يعد لاعب جديد وآخر قديم، بل كلنا عائلة واحدة ونفكر في تحقيق الفوز وتشريف ثقة الإدارة والأنصار. ما الذي تتمناه مع المنتخب الوطني؟ أريد المشاركة في مباراة المغرب وتشريف ثقة الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة، وأتمنى أن يكون أول ظهور لي ناجحا وأؤكد بأن بن شيخة لم يخطئ حينما استدعاني، بل سأجعله يفتخر بأنه وجه لي الدعوة وأرجو التوفيق ومساندة الجماهير. كيف كانت رد فعلك حينما علمت بدعوتك إلى المنتخب؟ أول ما قمت به لحظة اتصال الرئيس عبد الكريم مدوار بي وإخباري بدعوة المنتخب، "طرت فرحا" كما اتصلت بوالدي في المستشفى لأخبره بالأمر وقد فرح كثيرا بي، وبقي يدعو لي بالخير والتوفيق، كما طلب مني التنقل إلى رؤيته ويفتخر بي، وأتمنى بالمناسبة أن أشرفه وأشرف الشلف، الناخب الوطني ومدربي في الجمعية إيغيل مزيان والرئيس عبد الكريم مدوار. هل احتفلت من قبل في الشوارع؟ بعد مباراة السودان خرجت للاحتتفال و"ڤلبت" الدنيا، كما أتذكر أنه لما انطلق المونديال ذهبت مع موسى مكيوي في رحلة إلى تونس، ولما انتهى اللقاء الثاني لمنتخبنا أمام إنجلترا بالتعادل خرج الناس يحتفلون كما خرج التونسيون كذلك، ويومها فرحت من قلبي لأن منتخبنا رفع رؤوسنا أمام العالم. وكيف ترى حظوظ "الخضر" في التأهل إلى كأس إفريقيا؟ لا يوجد شيء مستحيل، سوف نتأهل إن شاء الله وسنقدم مشوارا طيبا في المباريات القادمة، لديّ ثقة في لاعبي المنتخب الوطني وأتمنى التوفيق في لقاء العودة أمام المغرب. ألا يستهويك لقب هداف البطولة هذا الموسم؟ طبعا يستهويني، لكن لا أضعه هدفا فإذا جاء مرحبا به، وإذا لم أوفق لن أندم على تضييعه، أما عن دعوة الناخب الوطني فأنا كما قلت سابقا بذلت مجهودات كبيرة من أجل تطوير قدراتي، كما أن أهم شيء أضعه في رأسي في كل لقاء، هو أن أقدم أفضل ما أملك من إمكانات لأخرج راضيا عن نفسي ومقتنعا بما قدمته. هل تتذكر حادثة طريفة وقعت لك في مشوارك؟ من بين الأحداث الطريفة التي أتذكرها في مشواري، وقعت لي في لقاء العودة مع فريقي جمعية الشلف في منافسة كأس "الكاف" أمام المريخ السوداني، وهي الحادثة التي تبقى راسخة في ذهني، حيث كانت لدينا حصة تدريبية قبل المباراة ب24 ساعة وطبعا تنقلنا إلى الملعب بالبدلة الرياضية، ومع الحرارة التي تميز هذا البلد فضلت البقاء بقميصي المكتوب عليه اسمي "سوداني"، وكنا نجلس في المدرجات ننتظر خروج إحدى الفرق المحلية التي كانت تتدرب في الملعب، وكانت وراءنا مجموعة من الأنصار فلما رأوا اسمي سألوني عن علاقته بالسودان فقلت لهم اسمي الكامل "هلال سوداني" دون أن أضيف شيئا آخر، فقاموا بنشر الخبر في المدرجات وفي ظرف قياسي التف من حولي عدد كبير من الأنصار يطلبون مني التوقيع لهم على (أوتوغرافات) وأخذ صور تذكارية معهم، إلى درجة تخيلت نفسي نجما من نجوم "هوليوود" أو من نادي أوروبي كبير، وتكرر السيناريو لكن بدرجة أقل في المرة الماضية حينما تنقلت مع المنتخب المحلي للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للمحليين التي جرت بالسودان بين شهري جانفي وفيفري الماضيين. اختصر لنا حياتك في كلمة؟ أنا بطبعي متفائل، ولا أيأس، كما أنني كل يوم أقوم في الصباح أدعو الله أن يغفر لي ويرضى عني الوالدان ويطيل في عمريهما. الحوار شيق معك لكن لا بد لنا من إنهائه، بماذا تريد أن نختمه؟ أتمنى الشفاء العاجل لوالدي، كما أتمنى تجسيد ثقة الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة، وأن يكون أول ظهوري مع المنتخب الأول بالتسجيل، أدرك جيدا صعوبة المهمة لكن علينا أن نكون متفائلين لأن في كرة القدم لا يوجد منطق وليست علوما دقيقة، بل من يكون أحسن تركيزا وفعالية هو من سيفوز، وبدعم جمهورنا وتعليمات مدربنا سننجح وسنواصل في إسعاد الشعب الجزائري.