كشف رئيس الوزراء التونسي باجي قايد السبسي ليلة أول أمس في مقابلة للتلفزيون الرسمي، أن بلاده لن تسمح بتواجد قوات عسكرية أجنبية على أراضيها ''من منطلق السيادة الوطنية''، موضحا أن تونس لن تقبل بانتشار قوات عسكرية أجنبية فوق ترابها، تمهيدا لضرب معاقل العقيد الليبي معمر القذافي. ونفى المتحدث ما تردد من أخبار حول طلب حلف شمال الأطلسي من تونس لتسهيلات على أراضيها للقيام بعملية عسكرية برية في اتجاه ليبيا. من ناحية أخرى، رفض الباجي قائد السبسي تصريحات وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي عن التحضير ''لانقلاب عسكري'' في تونس، معتبرا أنها ''خطيرة ولا أساس لها من الصحة''. واعتبر رئيس الوزراء أن ''هذه الاتهامات خطيرة جدا والمقصود منها إدخال البلبلة في البلاد وإشعال نار الفتنة''، مؤكدا أن ''القضاء سيكون الفيصل بشأن هذه التصريحات خصوصا أن المؤسسة العسكرية قررت إحالة الموضوع على القضاء''. وأوضح السبسي أن ''الأجهزة الأمنية تعيش في الفترة الراهنة أزمة نفسية وأزمة ثقة لأنها شعرت أنها مستهدفة''، مشيرا إلى ''قرار وزارة الداخلية تتبع عدد من الأعوان الذين ثبت تورطهم في أعمال عنف ضد مواطنين وصحفيين بعد مظاهرات وسط العاصمة نهاية الأسبوع الماضي''. وشهد وسط العاصمة تونس قبل يومين مجددا، مواجهات بين متظاهرين معارضين للحكومة وعناصر من الشرطة وذلك غداة فرض حظر للتجول لم يحل دون وقوع أعمال عنف جديدة في الضاحية الفقيرة للعاصمة. ولجأت الشرطة في وسط العاصمة إلى الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين تجمعوا لليوم الرابع على التوالي. وأوردت وكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن قوات الأمن أوقفت حوالي سبعين شخصا يشتبه في تورطهم في ''أحداث الشغب''، وأشارت إلى إصابة ''تسعة من عناصر الأمن''. ويطالب المتظاهرون بمزيد من الإصلاحات رغم إسقاط نظام زين العابدين بن علي في ال 14 جانفي الماضي، يناير كما يطالبون برحيل الحكومة.