دخل الطاقم الطبي وشبه الطبي العاملان بالعيادة العمومية المختصة في طب الأطفال ''سان تيراز'' بعنابة، أمس، في إضراب عن العمل، على خلفية الاعتداء الجماعي الذي تعرض له الطبيب المناوب، من طرف مجموعة من المنحرفين، باستخدام السيوف والخناجر والعصي. تسبب حادث الاعتداء الجماعي من طرف أربعة أشخاص على الطبيب الذي كان يشرف، ليلة أول أمس، على مصلحة طب الأطفال، في إدخاله الاستعجالات الجراحية، رفقة عون أمن، إثر تعرضهما إلى اعتداء عنيف من طرف مجهولين استنجد بهم أحد الزبائن الذي تقدم إلى المصلحة بغية عرض ابنه على الطبيب. وأرجع شهود عيان سبب تهجم هؤلاء المنحرفين الذين يقيم معظمهم، حسب اعترافات الشهود، بحي الميناديا بوسط المدنية، إلى رفض الطبيب المناوب أن تفرض عليه أوامر صادرة من طرف زبون تقدم إلى المصلحة للحصول على أولوية في الخدمة العمومية على حساب العديد من المرضى والزبائن الذين كانوا ينتظرون دورهم. وذكرت المصادر ذاتها أن الطبيب المناوب تفاجأ، بعد ساعة من انصراف الزبون الذي دخل معه في مناوشات كلامية، بعودته رفقة أربعة أشخاص آخرين، تتراوح أعمارهم بين 25 و35 سنة، مدججين بسيوف وخناجر من الحجم الكبير، اقتحموا العيادة العمومية المختصة في طب الأطفال، وشرعوا في الاعتداء على العاملين بالمصحة بالضرب والسب والشتم، بداية بأعوان الأمن إلى غاية الطبيب المناوب، الذي تفاجأ، حينما كان بصدد فحص طفل مريض، باقتحام هؤلاء المنحرفين لمكتبه، وشرعوا في ضربه والاعتداء عليه بسكين، رغم تدخل بعض أعوان الأمن لإنقاذه، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، جراء إشهار هؤلاء المنحرفين السيوف في وجوههم، في حين استمر البعض الآخر في ضرب الطبيب بعنف، ما تسبب له في جروح عميقة على مستوى الصدر والبطن، وتضرر كبير في الوجه. وسارعت قوات الأمن، حين تلقيها بلاغ الاعتداء، للبحث عن الفاعلين، اعتمادا على المعلومات التي أدلى بها شهود عيان، في الوقت الذي دخل عمال وأطباء العيادة في إضراب عن العمل، إلى حين تدخل الوزارة الوصية ومديرية الأمن الوطني للتحقيق في الحادث، ووضع مخطط تدخل أمني لوقف الاعتداءات المتكررة على الطواقم الطبية العاملة بالمستشفى الجامعي ابن رشد، خاصة العاملين بمصلحة الاستعجالات الجراحية، التي تعرف يوميا اعتداءات من طرف المنحرفين، آخرها وقع قبل 20 يوما، حين تعرض الأطباء إلى اعتداء، إضافة إلى كسر وتخريب زجاج الواجهة الأمامية للمصلحة، وقطعهم التيار الكهربائي داخل غرف العلاج الاستعجالي، بسبب رفض بعض المنحرفين والمخمورين انتظار دورهم لتلقي العلاج.