تعتبر رواية ''عبرات وعبر'' للمترجم وأديب المهجر مولود بن زايدي، تصوير دقيق لمأساة اجتماعية درامية عن قصة، يقول صاحبها إنها واقعية. وتروي الرواية في 277 صفحة، تفاصيل يوميات امرأة مريضة تدعى خديجة تعيش بأحد الأحياء الشعبية الفقيرة بالجزائر العاصمة، رفقة زوجها إبراهيم، وتصور بطريقة سردية دقيقة، صراعهما اليومي من أجل إعالة الأسرة. تتقاطع يوميات هذا الزوج التعيس والمتألم مع تفاصيل قصة أخرى تدور في الجهة الأخرى من العالم، بطلها ابنهما ''مراد'' الممزق بين وطنين، وطن صغير تمثله الأم بما تحمله من حنان وارتباط بالأصل، ووطن كبير متمثل في بلاده الجزائر التي يعيش بعيدا عنها. تتسارع الأحداث في ''عبرات و عبر'' في فضاء زماني ومكاني مطاطي يجد فيه صاحبه حرية الانتقال من زمن إلى آخر ومن مكان إلى آخر، إذ أنه رغم انتماء الرواية إلى الدراما الاجتماعية، إلا أنها تتطرق إلى مراحل وأحداث مهمّة من تاريخ الجزائر، مثل الحقبة الاستعمارية وثورة التحرير والاستقلال. كما تقف الرواية عند مختلف العلاقات الاجتماعية الناشئة، سواء داخل الأسرة الواحدة كالعلاقة بين الابن ووالديه أو المجتمع، كالهجرة والغربة والعلاقة بالوطن ولوعة الحنين إليه ومكانة المرأة، بالإضافة إلى استعراض مجموعة من المشاكل الاجتماعية، كالبطالة، السكن، غلاء المعيشة، الصراع اليومي للمواطن البسيط من أجل حياة كريمة. يعتبر العمل حسب صاحبه مولود بن زايدي '' ثمرة جهد تجاوز السنتين''، خاصة أنه اعتمد على البحث للحصول على المعلومات مثل تلك المتعلقة بزلزال الأصنام.