شيع يوم أمس بمدينة بنغازي جثمان القائد العسكري للثوار الليبيين، اللواء عبد الفتاح يونس جابر، في جو خيم عليه القلق والحيرة، نظرا للظروف التي غلفت عملية الاغتيال. خبر مقتل اللواء يونس جاء على لسان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل، الذي أعلن ''بكل أسى وحزن عن وفاة اللواء عبد الفتاح يونس رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، ورفيقيه العقيد محمد خميس، والمقدم ناصر مذكور''. وقال عبد الجليل بأن يونس ورفيقيه تعرضوا لإطلاق نار من مسلحين، مشيرا إلى أن القائد العسكري للثوار كان استدعي للمثول أمام لجنة ''للتحقيق بموضوعات تتعلق بالشأن العسكري''، ولكنه قتل قبل مثوله أمام هذه الهيئة، وهو ما يعني أن هناك خلافات كبيرة داخل الهيئة التي تقود المعارضة المسلحة ضد العقيد القذافي. وقد جاء الإعلان عن اغتيال يونس جابر مرفوقا بالإشارة إلى فقدان جثته، التي يبدو أن قاتليه قد نقلوها إلى مكان مجهول، ليتم الإعلان في وقت لاحق عن العثور على جثث القتلى، وإحضارها إلى الساحة الكبرى بمدينة بنغازي والصلاة عليها. عملية الاغتيال خلفت توترا حادا في مدينة بنغازي، لدرجة أن مسلحين حاولوا اقتحام الفندق الذي أعلن منه عبد الجليل خبر الاغتيال، وقد أطلق هؤلاء المسلحين الرصاص في السماء، لكن لم تصل الأمور إلى ما هو أخطر مما يوحي بأنه تم التحكم في تداعيات الحادث. من جانبه قال نائب المندوب الليبي في الأممالمتحدة إبراهيم الدبّاشي، لإحدى المحطات الإذاعية، بأنه يعتقد أن مقتل يونس لن يؤثر على جهود المجلس الوطني الانتقالي في تسليح قوات المعارضة، لكنه قال بأن ليس لديه شكوك حول وجود بعض الشخصيات في المعارضة الليبية لا تزال تدين بالولاء للزعيم معمر القذافي. ثم أوضح أنه لا يشك في أي شخصية تعمل الآن مع المجلس الوطني الانتقالي في معارضة النظام.