أدانت محكمة الجنح بعنابة، عشية أول أمس، عسكريين في صفوف القوات الخاصة، بأحكام بالسجن تراوحت بين سنتين و5 سنوات حبسا نافذا، والبراءة في حق 3 عسكريين آخرين، على خلفية اتهامهم بالإخلال بالنظام العام، والاعتداء بالضرب على شرطي أثناء تأدية مهامه. وخلف حادث الاعتداء الجماعي على الشرطي، إصابة بائع شاي متجوّل برصاصة طائشة على مستوى الفخذ، إثر إطلاق الشرطي لرصاصات تحذيرية صوب المعتدين عليه. وتعود تفاصيل القضية إلى 14 جويلية الجاري، حينما تدخل شرطيان، إثر بلاغ تلقته مصالح الأمن في حدود الساعة ال6 مساء، يفيد بإخلال مجموعة من الشباب المصطافين بالنظام العام، ما أجبر الشرطيين العاملين على مستوى شاطئ فلاح رشيد على التنقل إلى مكان تواجد هؤلاء الشباب، وإخطارهم بضرورة احترام القانون. وقال الشرطي أثناء المحاكمة، بأنه كان ضحية اعتداء جماعي من قبل مجموعة من الشباب، عندما اقترب منهم لتنبيههم بضرورة المحافظة على النظام العام، واحترام المصطافين الذين كانوا جالسين بالقرب منهم، جراء تفوّهم بالكلام الفاحش، مضيفا، أنه تفاجأ بتهجم أحد هؤلاء الشباب عليه، وشرع في سبّه دون سبب واضح، ما استدعى توقيفه، وإحالته على مركز الشرطة، حيث أفصح أثناء إجراءات التوقيف عن هويته، بأنه عسكري في صفوف القوات الخاصة للجيش الوطني الشعبي. وذكر الشرطي أمام القاضي، أنه فور عودته إلى مكان وقوع الحادث من أجل توقيف بقية مرافقي العسكري الموقوف، تفاجأ بتلقيه ضربة على مستوى الرأس من قبل عسكري آخر، جعلته يفقد وعيه للحظات، حينها أخرج الشرطي مسدسه الشخصي وشرع في إطلاق رصاصات تحذيرية لإبعاد المعتدين عنه، ما أدى إلى إصابة بائع شاي، كان جالسا بالقرب من مكان وقوع الحادث. ومن المنتظر أن يمثل الشرطي المعتدى عليه في الأيام القادمة، أمام محكمة الجنح للفصل في تهمة إصابته برصاصة طائشة بائع الشاي البالغ من العمر 45 سنة، سيما وأن الضحية قام أمام نيابة الجمهورية، حسب مصادرنا، بإجراءات مسامحة الشرطي، كونه كان شاهدا على وقائع الاعتداء الذي تعرض له الشرطي من قبل هؤلاء العسكريين. وكانت نيابة الجمهورية قد التمست، الأسبوع الماضي، عقوبات تراوحت بين 3 و5 سنوات سجنا في حق 5 عسكريين.