سينتشر السرطان والتشوهات الخلقية عند المواليد مستقبلا أكد البروفيسور الإيطالي المختص في المحطات والبحوث النووية بمنطقة دينير بمدينة تورينو الإيطالية، أن حلف شمال الأطلسي ''ناتو'' يستخدم صواريخ تحوي على مستوى رؤوسها مادة اليورانيوم المنضب، وهي مادة جد سامة وخطيرة ومحرمة دوليا. وقال الخبير الدولي في تصريح ل''الخبر'' حول سؤال يتعلق بمدى صحة المعلومات المتداولة حول استخدام حلف شمال الأطلسي ''ناتو'' لأسلحة محرمة دوليا، على رأسها اليورانيوم المنضب في غاراته بليبيا: ''نعم هنالك عدد من الصواريخ التي تحتوي رؤوسها على يورانيوم منضب، وفي الواقع لم نقم بتقييم كامل ودقيق للطرق التي يستخدمها الحلف وكيفية استخدام هذه الصواريخ ضد ليبيا، ولكننا نعمل حاليا بالتنسيق مع جامعة طرابلس على القيام بكافة القياسات والتقييم''، مشيرا إلى أن هذه العملية ضرورية لتحديد حجم اليورانيوم المنضب وحصر مخاطره خاصة على المدنيين الذين يعيشون في محيط المناطق التي تتعرض للقصف من قبل طائرات الحلف الأطلسي. في السياق نفسه، شدد الخبير الدولي على أن اليورانيوم المنضب مادة خطيرة مسرطنة أي تؤدي إلى الإصابة بعدة أنواع من السرطانات، كما أنها تؤدي إلى تحول الجينات وبالتالي التسبب في تشوهات خلقية ولاسيما للأجنة، موضحا في هذا السياق: ''على ضوء ذلك نتوقع تسجيل ارتفاع كبير لنسبة الإصابة بالسرطان لدى سكان المدن وتشوهات خلقية لدى الأطفال والأجنة، أي لدى الأجيال جديدة الأنساب''. وأكد البروفيسور ماسيمو زوكيتي أن تقييم الحالة الليبية ''تماثل الحالة التي برزت في الخليج وهي في طور التطور، وستبرز الوضعية بجلاء خلال السنوات المقبلة وليس حاليا''. وعرض البروفيسور آخر تقاريره للتدليل على خطورة استخدام اليورانيوم المنضب، مع ملاحظة أن ماسيمو زوكيتي سبق أن ساهم بشكل كبير في إبراز مخاطر هذه المواد التي تحوّل إلى أسلحة دمار شامل محرمة دوليا والتي استخدمت بكثافة في العراق، وتسببت في كوارث بشرية خاصة في الفلوجة والأنبار عموما، قبيل وبعد احتلال العراق ما بين 2003 و2006 بالخصوص. وأوضح أستاذ المدرسة المتعددة التقنيات بتورينو بأن ''لليورانيوم المنضب قدرة على جعل الأسلحة جد خارقة لكافة الموانع، كما أنه يمتاز بكونه قليل التكلفة، حيث تصل كلفة إنتاج كيلوغرام منه إلى دولارين، إضافة إلى أنه من الصعب معالجته كنفايات إشعاعية، ومن ثم أضحى وسيلة مثلى لاستخدامه لأغراض عسكرية:. وحسب الخبير دائما ''في حال معالجته بصورة مناسبة من خلال تصنيع خليط مزدوج متكون من اليورانيوم والتيتان، فإنه يمكن استخدامه كسلاح فتاك خارق لكافة المواد بما في ذلك المعدنية الصلبة جدا، كما يمكن أن يخرق الدروع ومع الاختراق يتم إطلاق كميات من اليورانيوم على شكل شظايا متوهجة بدرجة حرارة واختراق تقارب 5000 درجة مئوية. ومع احتكاكه بالهواء بعد اختراقه للتحصينات، فإنه يضاعف من قدراته التدميرية، على غرار ما يميز مادة الكبريت، وعليه تقوم بعض الدول باستخدام هذه المواد كأسلحة فتاكة حارقة وخارقة. وكشف الخبير الدولي ''في المعارك تم استخدام هذه الأسلحة على نطاق واسع خلال حرب الخليج الأولى في 1991 وخلال قصف حلف الناتو لصرب البوسنة في سبتمبر 1995 وعلى يوغسلافيا سابقا في 1999، ثم خلال حملة أفغانستان في 2001 وأخيرا في العراق منذ 2003، علما أن نفس التقنيات تستخدم مع صواريخ كروز توماهوك الأمريكية، خاصة في يوغسلافيا سابقا في 1999 رغم نفي حلف الناتو، حيث تم العثور على آثار لهذه المواد في عين المكان وتأكيدها من مصدر من الاتحاد الأوروبي''. وقدر الخبير أن الصواريخ يمكن أن تحمل كقدر أدنى 3 كيلوغرامات من هذه المواد إلى 400 كيلوغرام كحد أقصى، مع آثار مدمرة للإنسان والبيئة لسنوات، وحذر من أن المناخ الجاف في ليبيا يسمح بانتشار واسع وسريع في الهواء لجزيئات اليورانيوم المنضب، الذي سيستنشقه السكان المدنيون لسنوات طوال.