13 سنة.. هي عمر السنوات التي قضاها حميد اسيريدير، ابن حي حسين داي الشعبي، مغتربا ببريطانيا، بعيدا عن حميمية العائلة في الشهر الفضيل، غير أنه يعيش هذه السنة لحظات استثنائية، بتمضية رمضان في عش الزوجية ونزول والدته ضيفة عليه في لندن. رغم شوقه لأجواء رمضان في ''الحومة'' وبين أحضان العائلة الكبيرة، إلا أن ابن حي ''لوساندي'' يعترف بأنه يعيش هذه السنة أجواء مميزة افتقدها منذ استقراره في عاصمة الضباب، فهو محظوظ بتذوق ألذ الأطباق التقليدية الجزائرية التي تبدعها بامتياز أنامل والدته، التي يستضيفها في بيته طيلة الشهر الفضيل. فرغم اعترافه بأنه يجيد تحضير جل الأطباق الجزائرية والشوربة على وجه التحديد، والتي تعلمها في مطعم والده بالعاصمة، إلا أن ''شريبته'' لا تجاري بأي حال من الأحوال طبخ والدته. يقول محدثنا الذي ولج عش الزوجية منذ قرابة السنة: ''إني أعيش أفضل رمضان منذ وصولي إلى بريطانيا، فمن حسن حظي أن والدتي بجواري، وأنا أتمتع بما تبدعه من أطباق لم أتذوق في لذتها أينما حللت، وهي تعرف أنني أكول بامتياز، أحب أن تكون المائدة مزينة بما لذ وطاب من الأطباق الجزائرية والسلطات بأنواعها''. وخلافا للسنوات الماضية التي كان فيها للأصدقاء النصيب الأكبر من وقته في رمضان، يمضي حميد يومه بين العمل والتسوق للمائدة الرمضانية بالمراكز التجارية التي تقدم عرضا خاصا في رمضان، وبين التجول بوالدته في حدائق لندن الجميلة، مردفا: ''أريدها أن تتمتع بكل لحظة لها في لندن، هي ليست هنا فقط لتلج المطبخ''. ولم ينس الجوّ العائلي حميد ''القعدة الجزائرية'' مع ''أولاد لبلاد''، فكثيرا ما يستضيف في بيته جزائريين على مائدة الإفطار أو ينزل ضيفا عليهم، كما يتكفل طيلة أيام الشهر الفضيل بإفطار جزائريين اثنين في مطعم صديقه. يضيف محدثنا: ''بعد صلاة التراويح، ألتقي يوميا مع أصدقائي من أبناء الجالية الجزائرية في مقهى صديق لي، نلتف حول طاولة الشاي وقلب اللوز والزلابية، لنتسامر ونستحضر أجواء ريحة لبلاد''. غير أن جلسات سمر حميد مع الأصدقاء قد لا تستمر طيلة الشهر الفضيل، والتي سيمضيها في بيته بالتأكيد بمجرد استقبال مولوده الأول، وهو الحدث الذي تنتظره عائلة اسيريدير في لندن والجزائر بفارغ الصبر.