شهد سوق انتقالات اللاعبين هذا الصيف حالة من الصفقات الحذرة من قبل كبار الأندية الأوروبية، على عكس بعض الأندية غير المألوفة لهذا السوق الصيفي قياسا بقلة نشاطها ومواردها المادية. استغلت هذه الأندية تأثر منافسيها بالأزمة الاقتصادية التي عصفت بخزائن عدد كبير من الأندية، لتكشف عن عضلاتها التي انتفخت هذا الموسم، بفضل الاستثمارات العربية في كرة القدم الأوروبية، التي أصبحت شبه موضة يتهافت عليها كبار رجال المال والأعمال العرب، وعلى الخصوص الخليجيين منهم، الذين بسطوا عباءاتهم على عدد من الأندية الأوروبية العريقة التي جار عليها الزمن، بحثاً عن عائد مادّي أو نيل مكانة اجتماعية عالمية. ''ملفا'' يتفوّق على العملاقين الحديث الشاغل في إسبانيا هذا الصيف هو النشاط غير الاعتيادي لنادي ملفا في سوق الانتقالات، حيث تفوّق على عمالقة ''الليغا'' الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة، رغم الركود الاقتصادي الذي تمرّ به إسبانيا والدول الأوروبية على العموم. هذا الركود قد لا يؤثر على خزينة ملفا المدعومة بأموال القطري الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني، الذي اشترى النادي نهاية العام الماضي، إثر مروره بأزمة مالية كادت تطيح به في هاوية الإفلاس. وشهد ملفا انتعاشا مادياً لافتاً بفضل أموال آل ثاني التي جلبت عددا من اللاعبين قبل نهاية الموسم الماضي، التي مكّنت الفريق من الهروب من شبح الهبوط إلى الدرجة الأولى والاستقرار في المركز الحادي عشر. ومع فتح باب الانتقالات الصيفية واصل آل ثاني ضخّه للأورو لاستقطاب المزيد من النجوم تحت إدارة المدرب التشيلي المخضرم ''مانويل بيليغريني''، لتصل جملة الإنفاق على الفريق إلى حوالي 40 مليون أورو حتى الآن، ليصبح النادي الأنشط في السوق الإسباني هذا الموسم. 70 مليون أورو لإعادة أمجاد النادي الباريسي الاستثمارات الخليجية لم تقف عند إسبانيا، بل نالت فرنسا حظها إثر نجاح شركة الاستثمارات القطرية في شراء سبعين في المئة من أسهم نادي باريس سان جيرمان، ثاني أكثر الأندية شعبية في فرنسا خلف أولمبيك مرسيليا. النادي الباريسي حاله من حال عدد كبير من الأندية الأوروبية التي لم تسلم من الجفاف المادّي، صاحبته خسارة سنوية قدرت بعشرين مليون أورو أرهقت خزينته، إضافة إلى صيام الفريق عن تحقيق اللقب المحلي منذ العام .1994 العهد القطري بدأ لأنصار النادي كسحابة من السماء حولت اليابس إلى أخضر، بإدارة جديدة استقطبت خمسة نجوم هذا الصيف، مع الوعد من مدير الكرة البرازيلي ريونالدو بإنفاق المزيد حتى سقف 70 مليون أورو لإعادة أمجاد النادي الباريسي، وليصبح بدوره النادي الأكثر نشاطاً في سوق الانتقالات الفرنسية هذا الصيف. 600 مليون أورو صرفها الشيخ الإماراتي على ''المان سيتي'' وفي إنجلترا تواصلت ثورة الإماراتي الشيخ منصور بن زايد مع ناديه مانشستر سيتي، الذي رفع سقف المنافسة الخليجية في سوق انتقالات اللاعبين الأوروبي إثر إكماله لثاني أغلى صفقة في تاريخ الكرة الإنجليزية بعد صفقة الإسباني توريس إلى تشيلسي الموسم الماضي، سيتي حسم في الأيام الماضية خدمات المهاجم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو بأربعين مليون أورو من أتلتيكو مدريد، وراتب أسبوعي يفوق المئتين ألف أورو أسبوعياً، ما جعل التكلفة الإجمالية للصفقة تصل إلى تسعين مليون أورو في خمسة مواسم، بالإضافة إلى صفقة لاعب الوسط الفرنسي سمير ناصري، والتي تبلغ قيمتها 28 مليون أورو ولمدّة أربع سنوات. أما مجموع المبلغ المصروف من قبل سيتي في سوق الانتقالات، فقد وصل إلى سقف 600 مليون أورو صرفها الشيخ الإماراتي منذ شرائه للنادي الانجليزي عام .2008