المتتبع هذه الأيام لسوق تحويلات اللاعبين بين البطولات العالمية، يلاحظ إقبال لاعبي الدوري الجزائري، ولاعبي المنتخب الوطني ممن احترفوا في البطولات الأوروبية، على "الشكارة" العربية بقوة، وتوجههم إلى البطولة القطرية والسعودية. توجّه عدد من نجوم المنتخب الوطني ولاعبين ينشطون في البطولة المحترفة المحلية إلى أندية قطرية وسعودية بدرجة أولى، وبأقل منها مصر، والإمارات العربية، مقابل "شكارة" من الأموال، بعد فشل تسويق خدماتهم الكروية في أوروبا، بسبب تراجع الطلب عليهم ضمن هذه البطولات، أو عدم منحهم رواتب ومبالغ ضخمة مقابل التوقيع لنادي أوروبي كبير، وعزا هذا المنهج الذي اتبعه اللاعبون الجزائريون، بعد الضجة الكبيرة التي أحدثها اللاعب نذير بلحاج السنة الماضية، لدى تنقله إلى نادي السد القطري مقابل 4 مليون دولار، وما تمت إشاعته من أن الصفقة مجرد إعارة وسيتنقل إلى أوروبا خلال فترة الميركاتو، إلا أنه أمضى للعام الثاني في نفس الفريق، وجلب معه أيضا لاعبين آخرين منهم مراد مغني الذي أمضى لفريق أم صلال، وكريم زياني المتعاقد مع نادي الجيش القطري، فيما تم تحويل خدمات اللاعب عنتر يحيى إلى فريق النصر السعودي، واكتفى هؤلاء ب "الشكارة"، لتعويض الاحتراف في أوروبا، متفائلين بوجود احتراف في هذه البطولات التي تنقّلوا إليها. ولم يتوقف الرقم عند هذا الحد، إذ لا تزال المفاوضات مع عدد من أشبال "الخضر" جارية لاستقدامهم إلى البطولات العربية، لا سيما الخليجية، وكذا الحال مع اللاعبين المحليين، منهم سعيود وعودية المتواجدين ضمن تشكيلة فريق الأهلي والزمالك المصريين. وبالرغم من تفضيل بعض اللاعبين المحليين الاحتراف في نوادي الدرجة الثانية الأوروبية، إلا أن خيار البطولات العربية يبقى الوجهة المفضّلة، بسبب الأزمة المالية العالمية، شأنها في الرياضة شأن باقي الاستثمارات الصناعية، حيث يلجأ الأوروبيون ذاتهم إلى الخليج للاستثمار، كما تعتزم مجموعة من اللاعبين المحترفين بالخارج، العودة إلى البطولة الجزائرية، وبالضبط إلى فريق اتحاد العاصمة، الذي يملك أصوله حاليا رجل الأعمال حداد، المنافس والمتنافس الوحيد، الذي يسجل اسمه في قائمة "حمى" تداولات اللاعبين هذه الصائفة، ويقدم إغراءات استقطبت - كما قلنا - حتى محترفينا بأوروبا، وهي السمة التي تميز بطولة هذا العام خلال فترة الاستقدامات هذه. وبالنسبة ل "الشكارة" العربية، فإنها تستقطب أيضا لاعبين أوروبيين وبرازيليين، يرغبون في الثروة على حساب الاحتراف الكروي، وإن كانت بعض التصريحات الإعلامية، لخبراء في هذا المجال، تؤكد تطور البطولات العربية في الخليج، والمذكورة سابقا، وتوفرها على شروط الاحتراف من التكوين إلى الهياكل والراحة وكذا الأموال والاستثمارات الضخمة في هذا الميدان، وذلك ما هو موجود أيضا في أوروبا، ويحدث أيضا مع تجارب أمراء الخليج، الذين يتهافتون على شراء أصول وأسهم عدة أندية أوروبية، ونقل تجارب هذه الأندية إلى الخليج، ضمن أفكار واضحة المعالم، عكس ما يتم تداوله في الجزائر من سياسة منغلقة وغامضة، لم تتضح معالمها لحد الآن، سواء على مستوى التسيير وإنشاء شركات مساهمة لكل فريق، أو على مستوى الاستثمارات وتداول صفقات اللاعبين.