يرى الدكتور محي الدين عميمور أن الوقت قد حان لاتخاذ موقف متطور من ثورة الشعب الليبي، وفتح جسور مع ممثليه الشرعيين، ولا يمكن أن نترك الشعور الخاطئ لدى الشعب هناك بأن الجزائر تجاهلت معاناته، ونسيت وقفته بجوارنا خلال الثورة المسلحة، بل وقبل ذلك بكثير، ولا يمكن أن نسمح لبعض المغرضين بتضليل الأشقاء الذين يعيشون ظروفا صعبة، نحن من أول من يدرك قسوتها. وكان عميمور قد صرح، منذ أسابيع، بأن نظام معمر القذافي فقد شرعيته تماما عندما أقدم على قتل شعبه بكل سادية وبرودة دم، لكنه وصف تصريحات بعض المتحدثين باسم الثوار حول مزاعم دعم الجزائر للقذافي بالاتهام المتسرع والتصرف الأحمق، وجاءت تصريحاته تلك خلال استضافته بقناة ''الحرة'' الإخبارية تحت عنوان ''العلاقات الجزائرية ونظام القذافي''. وأشار الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة إلى أن القذافي كانت له مواقف شجاعة، لكن أخطاءه كثيرة ولا تغتفر، وعُنفه في قمع التظاهرات السلمية هو الذي أدى إلى عسكرة الانتفاضة، ثم إلى الاستعانة بالحلف الأطلسي، وهو، كما يرى عميمور، كان أمرا لا بديل عنه إلا القبول بأن تعرف بنغازي والبيضاء ودرنة المصير المأساوي الذي عرفته مدينة حماة السورية في .1982 وقال عميمور إن هناك دلائل تشير إلى أن ثوار ليبيا يدركون اليوم تسرع بعض الناطقين باسمهم، ممن ضللتهم معلومات مفبركة زرعها من لا يريدون خيرا بالعلاقات الجزائرية الليبية. وإشارة إلى قضية الاعتراف بالمجلس الانتقالي قال عميمور إن على من يتناولون هذا الشأن أن يعرفوا بأن الجزائر تعترف بالدول، وليس بالأنظمة، وتعترف مرة واحدة بالبلد مهما تغيرت أنظمة الحكم فيه، وهي لم تعترف بنظام القذافي نفسه ولا بأي نظام آخر في أي مكان. وقال بأن البعض قد يرى في قبول الجزائر طلب لجوء عدد من أسرة العقيد القذافي هدية مسمومة فرضت علينا واضطررنا إلى قبولها، لكنني أتصور بأننا كنا منسجمين مع روح ديننا الحنيف ومع أخلاق الرجولة الحقة، ولا يمكن لنا أن ندير الظهر لمن يستجير بنا، ولا أن نتجاهل ما أسماه رئيس المجلس الانتقالي السيد مصطفى عبد الجليل نفسه المعطيات الإنسانية، ونحن أبلغنا المجلس الانتقالي بما قمنا به ولم نكتف بإبلاغ الأممالمتحدة، وعبرنا بذلك عن إرادة شعبنا وسجلنا وفاءنا للمبادئ النبيلة التي نؤمن بها منذ أقدم العصور. وأنا ممن يدعون إلى الحفاظ على روح المحبة والوئام ودعم إرادة التعاون بين الشعبين، لكنني أرفض التصريحات الحمقاء التي يبصق بها بعض الأشقاء على المستقبل، وأقول إن الحديث عن موقف عدائي من الجزائر هو تجاوز مرفوض ولا يُبشر بخير. واختتم الوزير السابق تصريحه بالقول: لعل مما يمكن أن يعجل بالوئام أن يقوم مصطفى عبد الجليل أو محمود جبريل بزيارة للجزائر، لأن هذا سيكون صفعة للذين يكرهون الجزائر وليبيا على حد سواء، وللذين يكيدون للبلدين هنا أو هناك.