القاضي مخاطبا المتهمين: ''لا تعودوا مرة أخرى إلى استهلاك المخدرات'' أدانت محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، أمس، المتهمين في قضية حيازة المخدرات واستهلاكها، بلعياط حفص، ابن الوزير السابق عبدالرحمان بلعياط، وابن الجنرال عليوي وخمسة متهمين آخرين، ب 18 شهرا حبسا، من بينها 7 نافذة، والباقي موقوف النفاذ، فيما تمت تبرئتهم من جنحة المتاجرة بالمخدرات. تعود حيثيات القضية التي توبع فيها المتهمون بتهمة المتاجرة في الهيرويين والكوكايين عن طريق العرض والاستهلاك الشخصي لشهر جانفي الماضي، حيث أطاحت الشرطة القضائية لمكافحة المخدرات لمقاطعة بئر مراد رايس في العاصمة، بالشبكة بعد إلقاء القبض على رعية مالي بنواحي العفرون بالبليدة، ضبطت بحوزته كمية من الحبوب المهلوسة والكوكايين. وكانت العصابة، حسب ما توصلت إليه التحقيقات، تنشط على مستوى أحياء العاصمة والبليدة، على غرار حيدرة، السمار الدارالبيضاء، باب الزوار والعفرون، أما المتهم الرئيسي فهو نيجيري الجنسية. ومن خلال هذه العملية، تمت مصادرة 40 كبسولة من الكوكايين والهيرويين والكيف المعالج، إلى جانب الكراك، ومواد مستعملة في خلط وتجزئة المخدرات، فضلا عن حقن. واعترف ابن الوزير السابق، وهو طالب في المعهد الوطني للتسيير والإدارة، خلال جلسة المحاكمة، بأنه مدمن على الهيرويين، مؤكدا أنه لا علاقة له بالمتاجرة بالمخدرات الصلبة. أما ابن الجنرال عليوي، وهو مهندس بنفس المعهد، فأكد أنه يشترك مع أحد المتهمين في اقتناء الهيرويين ولا يتعامل مع ابن الوزير. بينما أكد باقي المتهمين، الخمسة، وهم طلبة وتجار وموظف بشركة وطنية، بأنهم مستهلكون للمخدرات. ودخل القاضي قاعة المحكمة في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا، وهو يحمل بين يديه عددا من الملفات، كان أضخمها من حيث الوثائق ملف ابني الوزير السابق والقيادي البارز في جبهة التحرير الوطني عبد الرحمان بلعياط والجنرال عليوي، حيث ارتأى القاضي إدراجه في آخر الترتيب ضمن المداولات. وقبل النطق بالحكم، عاش محامو المتهمين وأقاربهم على أعصابهم وتصبب العرق البارد منهم، إذ بمجرد أن نادى القاضي على المتهم حفص بلعياط الذي حضر إلى الجلسة مرتديا لباسا رياضيا، وبوجه شاحب من شدة الخوف من الحكم، وقف الجميع للاستماع للحكم وسط صمت قاتل عم القاعة.. ودلت حالة الفرح التي تملّكت المتهمين بأنهم لم يكونوا ينتظرون هكذا حكم، خاصة بعد أن برأ القاضي الجميع من جنحة المتاجرة بالمخدرات التي تصل عقوبتها إلى 20 سنة سجنا نافذا. وكانت فرحة المتهم حفص بلعياط، الذي كان والده الغائب البارز عن الجلسة، كبيرة جدا، إذ فور النطق بالحكم رفع يديه إلى السماء حامدا الله، وهي الفرحة التي ارتسمت أيضا على وجوه باقي المتهمين وعائلاتهم. وقبل رفع الجلسة، نظر القاضي إلى المتهمين وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة وخاطبهم بقوله: ''لا تعودوا مرة أخرى إلى استهلاك المخدرات''، ولم يكن أمام المتهمين سوى الرد عليه بصوت واضح: ''نعم يا سيدي القاضي''. وكشف بعض المحامين ل''الخبر''، أنه سيتم استئناف الحكم أمام مجلس قضاء الجزائر بعد استشارة موكليهم.