اتّهمت مؤلفة سيناريو مسلسل ''سحر المرجان''، حورية خدير، المخرج محمد لبصير ب''تحريف'' رسالة نصّها الأصلي، ''التي تتمثّل في التصدّي لظاهرة تهريب مادة المرجان بسواحل الطارف''. بينما أكد لبصير أن كاتبة السيناريو وقّعت على عقد وافقت فيه على التغييرات التي برّرها بضعف النص الأصلي، الذي قال إنه لا يصلح حتى للرسوم المتحركة. حورية خدير ل''الخبر'' ''تحوير نصّي جعلني أرفض كتابة الجزء الثاني'' أبدت كاتبة السيناريو، حورية خدير، تحفّظها على التعديلات التي مسّت النص الأصلي لمسلسل ''سحر المرجان''، ''بعد أن أبعدته عن الهدف المرجو منه، وهو المحافظة على الثروة المرجانية''، ما جعلها ترفض فكرة كتابة جزئه الثاني. وصرّحت حورية خدير ل''الخبر''، أن ''فكرة الحفاظ على المرجان لم تبرز بالشكل الكافي للمشاهد، فقد جاءت في مشاهد باهتة ومتقطعة لم ترق إلى مستوى العمل الدرامي، الذي قدّمته للجنة القراءة بالتلفزيون''. مُضيفة أنه أثناء مشاهدتها المسلسل، وجدت نفسها أمام عمل غريب عنها، خاصة في ظل عدم إدراج المشاهد التي تُبرز طرق تهريب المرجان وكيفية حفظه. وأوضحت المتحدثة بأن ''تحوير بعض الأدوار أثّر سلبا على مجريات العمل، فدور سليم (عائلة حميد)، مثلا، في النص الأصلي، يتمثّل في عضو بمصلحة حراسة السواحل، وليس صحفيا''. كاشفة أن عمل حرّاس السواحل يسمح لهم بتبادل المعلومات المتعلقة بالمراقبة والدوريات، ''فلمّا يسمع الوالد بالمكالمات الهاتفية التي يجريها ابنه مع زملائه، يتمكّن من الحصول على المعلومات التي يحتاجها في عمليات التهريب، خلافا لمهمة الصحفي التي تأتي غالبا بعد انتهاء الأحداث''. وتابعت تقول: ''لم أفهم بعد الفائدة المرجوّة من هذا التغيير''. من جهة أخرى، استغربت خدير الأخطاء التقنية التي طالت المسلسل، منها أن الحلقة الأولى جاءت كخلاصة لما يرد في الحلقات الموالية، عكس ما تمليه قواعد الأعمال الدرامية أو الكوميدية. فضلا عن احتواء جنيريك المقدّمة على اسم المخرج وأسماء أربعة ممثلين، فيما هُمّش اسم كاتبة السيناريو كلية، حيث أُدرج كأحد الممثلين أو التقنيين في جنيريك الخاتمة، وهو ما اعتبرته تهميشا مقصودا. محمد لبصير ل''الخبر'' ''النص الأصلي ساذج وصاحبته وافقت على الاقتباس'' قال مخرج مسلسل ''سحر المرجان''، محمد لبصير، إنه ليس من حق صاحبة النص الأصلي الاحتجاج على التغييرات التي طرأت عليه، لأنها أمضت، قبل انطلاق التصوير، على عقد وافقت فيه على ''الاقتباس والتحويل وإعادة الحوار''. مؤكدا، في اتصال مع ''الخبر''، أنه اضطرّ إلى إدخال تعديلات على النص، لأنه لم يكن صالحا لتجسيده على الشاشة، على حدّ تعبيره. وأضاف لبصير أن دور الكاتبة انتهى بمجرّد تسليم نصّها واستلام حقوقها المادية، التي حُدّدت بمائتي مليون سنتيم، بعد حصوله على موافقة لجنة القراءة بالتلفزيون الجزائري. ووصف المتحدث النص الأصلي بأنه ''مهلهل وساذج ويحتوي على الكثير من الأفكار والمشاهد الغريبة، التي لا تصلح حتى للرسوم المتحرّكة''. ذاكرا على سبيل المثال مشهدا مكتوبا يظهر فيه البطل والبطلة ومعهما باقة ورد داخلها أربعة كيلوغرامات من مادة المرجان. متسائلا: ''هذه الكمية لا تسعها شاحنة، فهل يُعقل إخفاؤها داخل باقة ورد؟''. وعن التغييرات التي طالت شخوص العمل، أوضح محمد لبصير بأنه غيّر مهنة سليم من حارس سواحل إلى صحفي، حتى لا يسيء إلى هذه المهنة، ''إذ من غير المعقول أن نُظهر حارس سواحل يفشي أسرار مهنته لعصابة''، على حدّ قوله. وتابع أن النص الأصلي يُعطي انطباعا للمتلقي بأن حرّاس السواحل هم مجموعة من اللصوص. كما برّر المخرج عدم الإشارة إلى اسم المؤلفة في جنيريك البداية، بالقول إنها لم تأتِ بعمل ''مدهش'' حتى يُذكر اسمها في شارة البداية، وأن الخاتمة تضمّنت اسمها تحت بُند ''القصة والسيناريو''، إضافة إلى أسماء أخرى تحت بند ''الاقتباس والحوار''.