يعكف المخرج سعداوي لعرج على إنجاز تحقيقات مصورة، تحمل عنوان ''الطريق نحو جبال القعدة''، وهي أعمال خاصة بالثورة الجزائرية، وبمعارك جبال القعدة بالجنوب الجزائري، وتحديدا في آفلو بالأغواط التي شهدت معارك طاحنة، على غرار معركة ''الشوابير''. أوضح المخرج سعداوي لعرج في تصريح ل''الخبر''، أن التهميش الذي تعرّض له التاريخ الثوري لمنطقة آفلو، وتحديدا جبال القعدة، هو ما دفعه للبحث والغوص في خبايا التاريخ، وتجميع كل المعلومات والشهادات الحية عن تاريخ المنطقة ومعاركها، وتصويرها. وذكر سعداوي أن تحقيقات ''الطريق نحو جبال القعدة''، عبارة عن حلقات متسلسلة، يسلط فيها الضوء على معركة ''القعدة'' التي كبدت الجيش الاستعماري الفرنسي 1375 قتيل، إلى جانب معارك الصمة، الخطيفة، بوفرفور، وخنق عبد الرحمن، مردفا ''كانت القعدة ملتقى المجاهدين من كل مناطق الوطن، وحلقة وصل ما بين الأوراس ووجدة، وعرفت معارك كبرى قادها العديد من الشهداء المعروفين، أمثال العقيد لطفي، عمر إدريس وزكريا، وكان المجاهدون يعتبرونها الأوراس الثانية''. وأضاف المخرج أن جملة الحقائق المذكورة لا أثر لها في القرص المضغوط الذي أعد من قبل وزارة المجاهدين، حول تاريخ الثورة والمقاومات الشعبية، مردفا ''وهو ما زادني إصرارا على البحث في تاريخها الثوري، وإماطة اللثام عنه''. وأبرز المتحدث أنه راعى في تحقيقاته التسلسل الزمني للمعارك، بدءا من معركة ''واد بوموسي'' التي دارت رحاها بمدخل جبال القعدة، ببلدية وادي مزي، مواصلا ''ويتم إعداد جملة التحقيقات، بجمع شهادات المجاهدين من داخل المنطقة ومن خارجها، حيث يوجد الكثير من المجاهدين في عدة ولايات من الوطن شاركوا في معارك جبال القعدة''. وأشار المخرج سعداوي إلى أن تسجيل الشهادات يتم بمكان وقوع المعركة، الذي لم تغيّره يد إنسان بعد '' وتوجد به آثار مادية شاهدة على الثورة. كما اعتمدت في التحقيقات على تحاليل الباحثين والمؤرخين، وكل ما كتب عن تاريخ معارك المنطقة، وما تم الإدلاء به في الملتقيات التاريخية''. ولم يخف المتحدث حاجته الماسة لدعم السلطات له، ليتمكن من إنجاز التحقيقات المصورة على أكمل وجه ''لأن السلسلة تندرج في إطار كتابة تاريخ الثورة الجزائرية''.