افتك الفيلم السينمائي الجزائري القصير ''فارافوز'' لمخرجه عبد النور زحزاح، جائزة مدينة البندقية في فعاليات مهرجان البندقية الدولي للسينما التي اختتمت أول أمس، وحصل فيها الفيلم الروسي ''فاوست'' للمخرج أليكساندر سوكوروف'' على جائزة الأسد الذهبي. كما توّج ''فارافوز'' بجائزة أحسن صورة في الطبعة الرابعة من مهرجان بوو الدولي بإسبانيا. تتطرق أحداث الفيلم السينمائي القصير ''فارافوز''، الذي توّج بجائزة مدينة البندقية، وكذا جائزة أحسن صورة بمهرجان بوو الدولي، إلى شخصية ''مختار'' صانع عرائس الفارافوز، وكيف أنه يقتات من هذا العمل الفني، ويساعده في عمله ابنه الذي يسعى لتعلم المهنة، ويرافقه بمختلف جولاته التي يقوم بها بفضل الشاحنة التي يملكها، لتستوقفهم العديد من العروض للأطفال بالمدارس. وسبق لفيلم ''فارافوز'' أن فاز، منذ إنتاجه في سبتمبر 2010 من قبل ''ليث ميديا''، بالعديد من الجوائز بمختلف المهرجانات التي شارك بها، حيث حاز على جائزة الفيلم القصير الفرنكوفوني خلال الدورة 11 لمهرجان ''فولز اون فلان'' بفرنسا، كما حاز على جائزة الأهفار الذهبي لأحسن شريط قصير حاز عليها مناصفة مع المخرج التونسي ماليك عمارة بفيلمه ''صابون نظيف'' خلال الدورة الرابعة لمهرجان وهران الذي احتضنته عاصمة الغرب الجزائري من 13 إلى 23 ديسمبر الفارط. أما فيلم ''فاوست'' المتوّج بجائزة الأسد الذهبي، فيقدم تأويلا حرّا لمسرحية الكاتب الألماني غوته، وأعاد فاوست في شخصية السوبرمان التي صوّرها نيتشه في كتابه ''هكذا تكلم زرادشت''، فيتحرّر من جميع الأوهام التي حطمها نيتشه بصورة منهجية في أعماله الفلسفية عن علاقة الإنسان بالمجتمع والدين. ويبدأ الفيلم بإظهار فاوست وهو يشرّح جثة إنسان بحثا عن الروح فيها، لكنه لا يجد هذه الروح. وقد انتزع من الفيلم جميع السمات الرومانسية والغلو في تصوير شخصية البطل الفذ. ويربط المخرج، وفق ما جاء في موقع ''روسيا اليوم''، بين شخصية فاوست وشخصيات الحكام الذين استبدوا إبان وجودهم في السلطة، مثل هتلر ولينين وهيروهيتو في أفلامه السابقة. إنهم الحكام الذين يتسمون بصفة الكاريزما، وقد أفرزهم العصر الصناعي والتقدم العلمي والاقتصادي والتكنيكي، وجاؤوا إلى السلطة بصورة غير شرعية، ويظهرون عادة في فترة الأزمات في أوطانهم. وفي عهودهم، تهيمن البيروقراطية والروتينية في إدارة شؤون الدولة. وجاءت نتيجة لجنة التحكيم، التي يرأسها المخرج الأمريكي ''دارين أرنوفسكي''، مفاجئة لأغلب مُتابعي المهرجان، حيث ذهبت أغلب الترشيحات نحو أفلام أخرى، في مقدمتها فيلم ''السمكري''، ''الخياط''، ''الجندي''، ''الجاسوس''، ولكن فاز فيلم ''سوكوروف'' في النهاية بالجائزة الكبرى. وفاز الفيلم الصيني ''ناس الجبال، ناس البحر'' بجائزة الأسد الفضي لأفضل مخرج، وفاز الألماني ''ميشيل فاسبندر'' بجائزة أفضل ممثل عن فيلم ''العار'' ، في حين فازت الصينية ''داني ييب'' بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم ''حياة بسيطة''.