دخل، أمس، مئات السكان من حيي ''الكاريار'' و''مناخ فرنسا'' ببلدية وادي قريش في العاصمة في مناوشات مع قوات مكافحة الشغب حيث استعمل المحتجون الزجاجات الحارقة ''المولوتوف'' للضغط على السلطات المحلية، فيما حلقت المروحيات في سماء المقاطعة بسبب ارتفاع وتيرة الاحتجاج. وخرج مئات الشباب من مناخ فرنسا للشارع وقاموا بقطع الطريق وأضرموا النار في العجلات المطاطية، بعد الإعلان عن حصة البلدية من السكن الاجتماعي التي رأوا أنها غير كافية. وقد تواصلت الاحتجاجات لساعات حيث انطلقت أحداث الشغب في منتصف النهار إلى غاية المساء، وقام المحتجون برشق قوات مكافحة الشغب التي حاصرت المكان بالحجارة. وحسب تصريحات الغاضبين ل''الخبر'' فإن حصة بلدية وادي قريش من السكن الاجتماعي لم تتجاوز 200 سكن في حين توجد أكثر من ألف عائلة بحاجة إلى تلك السكنات. نفس الأحداث شهدها أيضا حي ''الكاريار'' حيث خرج عشرات السكان الذين لم ترد أسماؤهم ضمن قائمة المرحلين إلى عين المالحة في جسر قسنطينة، وقاموا بقطع طريق تريولي وأضرموا النيران بالعجلات المطاطية، ما استدعى تدخل قوات مكافحة الشغب التي حاصرت الحي، لتتطور الأحداث بعد ساعة من المناوشات، واستعمل المحتجون زجاج ''المولوتوف''. وهدد المحتجون بالتصعيد ومواصلة موجة الغضب إلى حين إعادة النظر في ملفاتهم وترحيلهم كباقي العائلات التي استفادت من عملية الإسكان كما اعتصم، أمس، سكان البيوت الجاهزة الكائنة بعين الكحلة ببلدية هراوة أمام مقر ولاية الجزائر، للتنديد بقرار الوالي الذي ''أقصاهم'' من برنامج إعادة الإسكان، خصوصا أنهم من منكوبي زلزال بومرداس سنة .2003 ولم يهضم سكان عين الكحلة ترحيل عائلات في إطار برنامج إعادة الإسكان بينما هم يقيمون في شاليات منذ ثماني سنوات. واتهم ممثل عن سكان الحي، في تصريح ل''الخبر''، مصالح ولاية الجزائر بتجاهل العائلات المنكوبة. واستغرب نفس المتحدث تأجيل عملية ترحيلهم إلى غاية بداية السداسي الأول من العام المقبل، مع أنهم أولى من غيرهم بعملية الترحيل التي باشرتها ولاية الجزائر بعد عيد الفطر مباشرة. كما اشتكت العديد من العائلات المرحلة من حي النخيل في باش جراح إلى بلدية براقي، من الانعدام التام للمرافق الضرورية بالحي، خاصة بالنسبة للتلاميذ الذين لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة بسبب انعدام المؤسسات التربوية إلى حد الآن. وقال بعض السكان ممن تنقلوا إلى ''الخبر'' إن الحي يفتقد إلى أبسط ضروريات الحياة، فالعديد منهم لا يجد حتى وسيلة نقل تقله إلى عمله، متهمين لجنة الحي بالتلاعب في قائمة ومواقع السكنات، مؤكدين أن هؤلاء تحصلوا على شقق بباش جراح. من جهتها، استقبلت مصالح بلدية باش جراح عدة طعون بخصوص عدم ملاءمة بعض الشقق بحي الخروب لعدد أفراد العائلة الواحدة، حيث أن جل الشقق الموزعة كانت من غرفتين استفادت منها عائلات تضم 9 أفراد.