أصدر مجلس الأمن الدولي القرار بالإجماع رقم 2009 بشأن ليبيا، والذي يمنح التفويض لإنشاء بعثة دعم من الأممالمتحدة في البلاد. ووافقت الجمعية على الطلب بأغلبية 114 صوتا، مقابل 17، بينما امتنعت 15 دولة عن التصويت، وقد صوتت الجزائر لصالح الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي. وقال مسؤولون في الأممالمتحدة إن الممثل الليبي في الأممالمتحدة عبد الرحمن شلقم استعاد منصبه كرئيس للبعثة الليبية في المنظمة الدولية. وفي نفس السياق خفف مجلس الأمن الدولي العقوبات المفروضة على ليبيا، بما فيها تلك المفروضة على البنك المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط، بهدف تمكين المؤسستين من استئناف نشاطهما بعد الحرب الأهلية. وفي تعليقها على صدور القرار، قالت سوزان رايس المندوبة الأميركية في الأممالمتحدة، إن المجلس بإجماعه أكد استعداده لدعم الشعب الليبي في جهوده لاستعادة النظام ونشر الديمقراطية. وأضافت أمام المجلس ''بهذا القرار وبموافقة الجمعية العامة في وقت سابق اليوم على منح المجلس الوطني الانتقالي أوراق الاعتماد ليمثل ليبيا، نقف جميعا شهودا على ميلاد ليبيا جديدة. إن القرار يستجيب بشكل مباشر لطلب المجلس الانتقالي بتقديم المساعدة الدولية خلال فترة التغيير هذه. إننا نشجع الأممالمتحدة، من خلال البعثة الجديدة على تطوير علاقات وثيقة وتعاونية مع قادة ليبيا الجدد''. وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين إن المهمة الرئيسية للبعثة الجديدة يجب أن ترافق العملية الانتقالية في ليبيا لتركز على تحقيق السلام، وأضاف ''من المهم أن يعكس القرار الجديد نية المجلس للنظر في المستقبل القريب في قضية رفع حظر الطيران المفروض على الأراضي الليبية، لأن هذا الحظر تم انتهاكه بشكل تعسفي في بعض الحالات، ونجدد التأكيد على أن الهدف الرئيسي لحظر الطيران كان حماية المدنيين، ولكن للأسف تم انتهاك التفويض الصادر للقيام بالعمليات في ليبيا، لأن قصف الطائرات استهدف منشآت مدنية أيضا مما أدى إلى مقتل مدنيين''. وأضاف تشوركين أن رفع الحظر الجوي يجب أن يكون جزءا من جهود المجتمع الدولي لتطبيع الوضع ومعالجة آثار الأزمة الليبية. وفي جبهة القتال أطلق الموالون للقذافي وابلا من الصواريخ لصد هجوم شنه مقاتلو المجلس الانتقالي في الصحراء، وأوقفوا تقدمهم نحو مدينة سرت. وتمكنت قوات المجلس من الاستيلاء على المطار. وقال مبروك سالم وهو مقاتل من قوات المجلس الوطني الانتقالي أن ''كتائب القذافي موجودة بين المباني، ويوجد قناصة كثيرون على أسطحها''. ودوت في قلب المدينة أصوات انفجارات وتبادل سريع لإطلاق النيران وانفجارات الصواريخ، وتصاعدت سحب من الدخان الأسود، بينما حلقت طائرات حلف شمال الأطلسي في السماء. وقال أسد الحموري أحد مقاتلي المجلس الوطني ل:رويترز، وهو يفر من خط الجبهة ''تلقينا أوامر بالتراجع. سقطت علينا صواريخ كثيرة. وسنعود لاحقا''. وقال مقاتل آخر يدعى سراج عبد الرازق ''نحن بحاجة لإعادة تنظيم القوات وتخزين الذخيرة. ونحن بانتظار الأوامر بالعودة مرة أخرى''. وعرفت بني وليد نفس المشاهد، حيث ولي مقاتلو المجلس الانتقالي مدبرين أمس، أمام هجمة عنيفة قامت بها قوات القذافي، حسبما نقلته الوكالة الفرنسية.