معظم الأحزاب العربية اليوم، تحولت بفعل الفساد السياسي من مؤسسات مدنية إلى مؤسسات اسثمار تجاري ومقاولات، وذلك لعدة أسباب، منها: وجود قضايا كبرى لدى الشعوب تصلح سلعة استيراتيجية للمساومة، ثم التسهيلات التي تحصل عليها الأحزاب المعارضة من الأحزاب الحاكمة كنوع من الرشى السياسية. والأمر الآخر، ظهور طبقة من المتحزبين قليلي الثقافة والهامشيين في مجتمعاتهم، والذين يبحثون عن دور من خلال أحزابهم، لا أن تبحث الأحزاب عن دور ريادي لها من خلالهم. فإذا كان المفكرون الحزبيون القدامى على غنى ثقافتهم قد ألقوا بنا إلى التهلكة، فكيف بهؤلاء المنتسبين للأحزاب من أجل تحقيق صفقة حديد أو منحة دراسية! لأن معظم المتحزبين هم أشخاص فشلوا في إيجاد أفكارهم بأنفسهم فتطفلوا على أفكار غيرهم الجاهزة. الأحزاب العربية في غالبيتها فشلت داخليا في أن تكون أحزاب ديمقراطية في انتخاباتها الداخلية، فكيف تستطيع إذن أن تحقق الديمقراطية للوطن؟..وفشلت خارجيا في عامي 1948 و1967م الشهيرين بالنكبة والنكسة وما بين الفشلين سلسلة من الإحباطات لا تعدّ ولا تحصى...لذلك أقترح على الأحزاب العربية أن تتخلى عن مقراتها لجيل الشباب ليفتتحه معاهد للكمبيوتر والتقنيات الحديثة..فهذا أفيد للأمة!ئ؟ [email protected]