استجوب محققون من الدرك الوطني رعية ماليا بغرداية، ضبط لديه جواز سفر يحمل فيزا مزوّرة بدقة متناهية، وضبطت لديه أوراق إدارية جزائرية مزوّرة بطريقة عالية الإتقان، ويعتقد بأن الموقوف على صلة بشبكة مزوّرين تنشط بين بلدة غاو في شمال مالي وتمنراست بالجزائر. تمكن مهاجرون سريون من جنسيات مالية من تزوير ختم الجمهورية الجزائرية الدائري، وتأشيرة دخول الجزائر، وبعض الأختام المهمة، مثل ختم شرطة الحدود، وأوراق إدارية قاعدية، مثل بطاقة الإقامة وشهادة الميلاد، تتضمن تحديدا دقيقا للبلدية التي أصدرت هذه الوثائق. وشكلت مصالح الأمن والدرك على مستوى الجنوب مجموعة عمل مشتركة للتحقيق حول عمليات تزوير واسعة النطاق للوثاق الإدارية، مثل أوراق الإقامة في بعض مدن الجنوب وبطاقات الهوية، من أجل الوصول إلى أفراد شبكة مزوّرين من جنسية مالية، تمكنوا من تزوير تأشيرة الدخول إلى الجزائر وصناعة أختام دائرية للجمهورية الجزائرية، وهو ما قد يمكنهم من استغلال تقنيات التزوير المتقدمة والمعلومات المهمة التي حصل عليها المزوّرون في مالي حول عمل الإدارة في الجزائر في عمليات التهريب والأنشطة الإرهابية في الساحل والجنوب. وتتخوّف وزارة الداخلية، حسب مصدر عليم، من استغلال قدرات شبكة التزوير التي لا يزال أغلب أفرادها أحرارا من قبل عصابات التهريب والجماعات الإرهابية الناشطة في شمال مالي، وقد دفع هذا الوضع مصالح الأمن والدرك للتدقيق في أوراق هوية كل رعية أجنبي يضبط في الجنوب. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن الدرك الوطني شكل خلايا تحقيق بالتعاون مع الأمن في ولايتي غرداية وتمنراست، لتعجيل الوصول إلى أفراد العصابة المكونة من رعايا ماليين، ويعتقد بأنهم عملوا لسنوات في تزوير تأشيرة الدخول إلى الجزائر، ما أكسبهم خبرة واسعة بطريقة إصدار الوثائق الإدارية في الجزائر، ثم طوّروا أسلوب التزوير الجديد، إلى درجة بات معها كشف التأشيرة المزوّرة بحاجة لخبير في التزوير. وكشف مصدر على صلة بالتحقيق بأن العصابة المجهولة تمكنت من تزوير تأشيرات تمنحها سفارات الجزائر في عدة دول إفريقية، منها مالي، ويعتقد بأن مزوّرين جزائريين ساعدوا العصابة في الحصول على بعض الوثائق الإدارية القاعدية، ويعتقد كذلك بأن العصابة تستغل إمكانات تقنية عالية ومخابر وأدوات لا تقل عن تلك التي تملكها الإدارات. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن مصالح الأمن في عدة مناطق بالجنوب تتعاون مع خلية تابعة لوزارة الخارجية لمواجهة تطور قدرات عصابات الهجرة السرية، وشرعت وحدات الدرك والشرطة في تمنراست في مراقبة وتفتيش بعض مواقع إقامة المهاجرين السريين، بحثا عن أدلة توصل إلى شبكة المزوّرين التي يعتقد بأن عدد أفرادها يتراوح بين 12 و20 شخصا. وفي زلفانة بولاية غرداية، أوقف الدرك الوطني مهاجرا سريا من جنسية مالية، حيث كشف التحقيق وفحص جواز سفره أن تأشيرة الختم الدائري مزوّرة بطريقة عالية الإتقان، وقد تطلب كشف التزوير الاتصال بمركز العبور ببرج باجي المختار، حيث تأكد المحققون بأن تأشيرة العبور مزوّرة. وتشير مصادرنا إلى أن العدد الإجمالي للأفارقة الذين ضبطت لديهم جوازات سفر تحمل أختاما وتأشيرات مزوّرة 54 أجنبيا، أغلبهم من جنسية مالية. وتعمل وزارة الخارجية منذ مدة على تطوير تأشيرة الدخل إلى الجزائر أو الفيزا من أجل إصدارها بصيغة بيومترية لمنع التزوير تأمين الحدود الجزائرية.