تتعالى الأصوات في ليبيا وخارجها لحماية المدنيين في سرت وبني وليد من القتال الأعمى بين قوات القذافي وقوات المجلس الانتقالي، في وقت أعلنت فرنسا على لسان وزير دفاعها جيرار لونغي أن حملة القصف الجوي التي يقودها حلف شمال الأطلسي ستستمر ما دامت القوات الموالية للقذافي تبدي مقاومة في معاقلها المتبقية. وهو الموقف نفسه الذي عبّر عنه ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي. ميدانيا، حذرت منظمات الإغاثة الدولية من كارثة إنسانية تحدث داخل سرت، وقال مسؤولون بهذه الوكالات لوكالة رويترز للأنباء إن المصابين يموتون داخل المستشفى لعدم تلقيهم العلاج المناسب، بينما يصاب السكان بالمرض نتيجة سوء التغذية وتلوث مياه الشرب. من جهتهم، قال مسعفون في مستشفى ميداني خارج سرت إن ثلاثة من مقاتلي المجلس الانتقالي قتلوا و20 آخرين أصيبوا بجراح، أول أمس الأربعاء. وفي سياق الحصار المفروض على سرت أفادت مصادر إعلامية، أمس، أن قوات الانتقالي تقدمت في ''حي الحكومة'' بوسط المدينة، الذي يضم مجموعة من الفنادق الفاخرة والفيلات ومراكز المؤتمرات. أما منطقة رقدالين بغرب ليبيا فتعيش مواجهات دامية بين قوات موالية للقذافي ومعارضيه. أما في طرابلس، فقد أعلن عن العثور على قبر جماعي يضم جثث ما يزيد عن 200 شخص قتلوا خلال هجوم قوات المجلس الانتقالي على العاصمة. وفي هذا السياق، أشارت جريدة ''وول ستريت جورنال'' إلى ما وصفته بالمخاوف التي يعيشها بعض منتسبي جامعة طرابلس من الأساتذة والمحاضرين، وذلك في ظل الانتقام المحتمل من جانب من أسمتهم الثوار الشباب الذين أعلنوا ''لائحة سوداء'' لمتعاونين سابقين مع نظام العقيد القذافي. سياسيا، تواصل فرنسا قيادة حملة الناتو على ليبيا، فقد أبدى وزير الدفاع الفرنسي، جيرار لونغي، إصرار بلاده على ''اقتلاع'' القذافي، موجها كلامه لقيادات المجلس الانتقالي بأن يطلبوا هذا الأمر، وعندما سئل لونغي عن الظروف التي إذا توفرت سينهي الحلف حملته، أجاب بالقول ''يجب ألا تكون هناك أي جيوب للمقاومة ويجب أن يطلب المجلس الوطني الانتقالي هذا''، قبل أن يضيف أن ''السيطرة على سرت مسقط رأس القذافي لها أهمية رمزية''. بالموازاة طلب حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي التونسي باسم أمينه العام أحمد الإينوبلي، من حلف الناتو وقف عدوانه على ليبيا، ودعا العاهل السعودي لاستعمال نفوذه بهدف منع وقوع المجزرة في ليبيا، وتحديدا في منطقة سرت وبني وليد، بحسب ما أوردته وكالة أسوشييتد براس. وبدوره، اعتبر سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، خلال جولة له بجيبوتي، أن التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي في ليبيا أدى إلى مضاعفة عدد ضحايا النزاع. وأوضح لافروف أن ''قرارات مجلس الأمن الدولي دعت إلى حماية السكان المدنيين في ليبيا، لكن النتيجة جاءت عكسية تماما، رافضا تأكيدات الحلف بأن عملياته العسكرية في ليبيا أدت إلى إنقاذ أرواح المدنيين.