مرّة أُخرى، يخرج أدونيس من الباب الواسع لجائزة نوبل للآداب، بعد أن كان المرشّح الأوفر حظا لنيلها هذا العام، ليشكل فوز السويدي توماس ترانسرومر المفاجأة، وأعاد الجدل المثار كل سنة حول معايير منح أكبر جائزة أدبية في العالم. وقد تكون السياسة التي جعلت كتّابا يعانقون نوبل، نفسها وراء عدم منح الجائزة لأدونيس، الذي يكون قد ذهب ضحية مواقفه المؤيّدة للقضيّة الفلسطينية والرافضة للتطبيع مع إسرائيل. حتّى لحظات قليلة من إعلان الفائز بجائزة نوبل للآداب لسنة 2011، ظل اسم الشاعر السوري أدونيس يتردّد، بوصفه أبرز الأسماء المرشّحة للفوز بها. ورغم أن اسمه ظل حاضرا في مداولات أعضاء الأكاديمية السويدية خلال السنوات الأخيرة دون أن يحالفه الحظ في نيلها، إلا أن التكهّنات رشّحته بقوّة هذا العام لمجموعة من العوامل، أبرزها فوزه قبل فترة وجيزة بجائزة غوته العالمية التي افتكّ عدد من الفائزين بها جائزة نوبل فيما بعد، إضافة إلى مرور 15 عاما على منح الجائزة لشاعر، أي منذ منحها للشاعرة البولندية فيسوافا شيمبورسكا عام .1996 أما العامل الثالث، المتمثّل في مغازلة الأكاديمية السويدية ل''الربيع العربي''، فكان محطّ خلاف المراقبين، بين من يعتبره في صالح أدونيس الذي راسل الرئيس السوري بشار الأسد في أفريل الماضي طالبا منه حقن دماء السوريين، ومن اعتبر أنه لا يخدمه، باعتبار أنه بقي متردّدا في موقفه من الثورة السورية على النظام، هو ما عبّر عنه أحد كتّاب موقع ''إيلاف'' بقوله: إن ''إعطاء جائزة نوبل لأدونيس من باب التأييد للربيع العربي، سيكون أكبر جريمة ترتكبها الأكاديمية السويدية''. في ''نوبل''، يجب أن نفتّش عن السياسة دائما. فقد ظلّت المعايير السياسية تُلقي بظلالها على اختيارات الأكاديمية السويدية. بيد أن هذه الأخيرة قالت إن ترانسترومر حاز الجائزة مكافأة على ''بساطة أسلوبه الذي يشرع الباب على الواقع ويرتقي بالإنسان''. قبل أن تضيف: ''أغلبية دواوينه الشعرية تتسم بالإيجاز والوضوح والاستعارات المعبرة''، ما يعني أن الاختيار كان فنّيا وأدبيا صرفا.