تخصيص 05 مليون أورو لبرنامج دعم تشغيل الشباب في الجزائر كشف المحافظ الأوروبي المكلف بسياسة الجوار للاتحاد الأوروبي، السيد ستيفن فول، أن الدعم الأوروبي مستقبلا لدول الجنوب والشرق مشروط بمدى احترامها لخمسة مبادئ أساسية لقياس الدمقرطة وهي، إجراء انتخابات حرة ونزيهة، احترام حرية التجمع والتعبير والصحافة، تكريس سيادة دولة القانون واستقلالية القضاء، محاربة الفساد والرشوة، إصلاح الأجهزة الأمنية. وقال المتحدث إن الربيع العربي بيّن أنه لا استقرار دون ديمقراطية. أوضح المحافظ الأوروبي في خطاب ألقاه، نهاية الأسبوع، أمام أزيد من مائتي صحفي جاءوا من مختلف بقاع المعمورة لحضور الندوة الختامية لبرنامج شبكة الصحافة للجوار التابعة للاتحاد الأوروبي التي نظمت بالعاصمة البلجيكية بروكسل، أن وسائل الإعلام لعبت دورا هاما ومميزا في التغييرات التي حدثت في جنوب المتوسط وأبانت بأن ''الشعوب تطالب والحكومات تستجيب''، في إشارة إلى أن هذه الوسائل ساهمت في الانتفاضات التي شهدتها عدة دول عربية (تونس، مصر، ليبيا، سوريا...) وأعانتها في ذلك الشبكات الاجتماعية للإعلام (الفايسبوك، تويتر، بلوغ..) حتى أنه اعترف بتأخير تنظيم الندوة الختامية بشهرين حتى يتم التمكن من مواكبة ما يحدث في تلك الدول. وقدم المحافظ الأوروبي في خطابه أثناء الندوة والذي كان عنوانه ''مستقبل وسائل الإعلام، السياسة البرامج والسلطة) مقاربة عن الدعم المستقبلي للاتحاد الأوروبي لدول الجنوب''، وهي مقاربة قديمة بلهجة جديدة مختزلة في الدعم المشروط، طرفاها هما السلطة والمجتمع المدني. وقال ''حددنا مبدأين للدعم، الأول هو أن الدولة التي لا تقوم بالإصلاحات ولا تستمع لتطلعات شعوبها، لا تحظى بالدعم من قبل الاتحاد الأوروبي، بل يتم لعب ورقة الأفضلية مع المجتمع المدني المتواجد بها. أما المبدأ الثاني، فيتمثل في تطبيق ما يسميه العقوبات الذكية على هذه الدول التي تمارس العنف ضد شعوبها، حيث يؤخذ بعين الاعتبار ما يتم اقترافه من جرائم، في إشارة إلى سوريا التي قال عنها إن الهيئة الأوروبية بصدد البحث عن وسيلة مثلى لدعم المجتمع المدني هناك. وذكر أن سياسة الجوار الجديدة للاتحاد وضعت ضمن أولوياتها في السنوات المقبلة، 5 مبادئ لقياس الدمقرطة، وأي دعم يقدم لهذه الدول يبقى مشروطا بمدى احترامها لهذه المبادئ وهي إجراء انتخابات حرة ونزيهة، احترام حرية التجمع والتعبير والصحافة، العمل على سيادة دولة القانون واستقلالية القضاء، محاربة الفساد والرشوة، إصلاح الأجهزة الأمنية، مشيرا إلى أن الربيع العربي بيّن أنه ''لا استقرار دون ديمقراطية''. وأشار إلى أن المفوضية الأوروبية لسياسة الجوار تواجه حاليا ثلاثة تحديات بخصوص مستقبل وسائل الإعلام، وهي التدخل السياسي، الضغط الاقتصادي، العنف ضد الصحافيين، موضحا أن المفوضية ضبطت برنامجا جديدا لدعم دول الربيع العربي والعمل جار لتنفيذه حاليا، رصد له غلاف مالي يقدر ب350مليون أورو، بينها 66 مليون أورو مخصصة لتزويد السكان بالمياه في تونس، فيما خصص 50 مليون أورو لبرنامج دعم تشغيل الشباب في الجزائر. وقد رصد للبرنامج الجديد لسياسة الجوار الأوروبية 5,1 مليار دولار، بينها 66 مليون أورو مخصصة لصندوق المساعدات الاجتماعية الموجهة للجنوب. وقرأت أوساط دبلوماسية جزائرية في بروكسل خطاب ستيفن فول، على أنه خطاب جديد من حيث اللهجة، كونه جاء في سياق تاريخي عربي مميز فقط، مشيرة إلى أن الجزائر ما تزال ترفض منطق الأستاذ والتلميذ في التعامل والتدخل في بعض شؤونها على خلاف المغرب وتونس ومصر، وذلك نتيجة البحبوحة المالية للجزائر حاليا.