تفتح الغرفة الجزائية بمجلس قضاء العاصمة، هذا الأسبوع، قضية فريدة من نوعها، تتعلق باقتحام شرطي مزيّف لمنزل شخص يمارس الرقية على مستوى الحي الشعبي لبلكور وتخريبه، متهما إياه بممارسة طقوس السحر والشعوذة كانت زوجته ضحية لها. تتلخص وقائع القضية المسجلة تحت عنوان ''بتهمة اقتحام حرمة منزل وانتحال صفة شرطي''، يمثل هذا الأسبوع الطرفان أمام القاضي. تعود حيثيات القضية إلى منتصف السنة الجارية، حينما تلقت مصالح الأمن شكوى مفادها تعرض منزل راق ببلكور للتخريب و سرقة بعض الكتب الدينية من طرف المتهم، الذي أوهمهم أنه شرطي يبحث عن سارق اشتبه أنه رمى هاتفا مسروقا داخل فناء منزل الضحية. واهتدى المتهم لهذه الحيلة بعد أن راوده الشك في تصرفات زوجته، والتي باتت ترتاد على الراقي من أجل الرقية الشرعية، حيث اتهمه بممارسة السحر والشعوذة على زوجته إلى درجة هجرانها لبيتها ونكرانها لزوجها وأولادها. ومن أجل الانتقام من الراقي، غير المحظوظ، انتحل الزوج صفة شرطي يبحث عن هاتف نقال رمى به سارق داخل فناء بيت الراقي. ولما أذن له ابن أخ الضحية بالدخول، تسلل إلى الغرفة التي يمارس فيها الرقية مغتنما فرصة غياب صاحبها، فقام ببعثرة أغراضه والاستيلاء على كتب دينية، غير آبه بتوسلات ابن أخيه الذي طالبه بإعطاء تفسير لما يقوم به. وفي لحظة غضب، أفرغ المتهم كل ما في جعبته من مكبوتات، حيث أخبره بأنه جاء لينتقم من الراقي الذي تسبب في هروب زوجته من المنزل العائلي، ثم قدم له رقم هاتفه حتى يضرب له الضحية موعدا بمجرد رجوعه إلى البيت. وبعد خروج المتهم، سارع ابن أخ الضحية إلى مركز الشرطة للإبلاغ عن الحادثة والتأكد من هوية الشرطي، وهنا عرف بأن المتهم ليس شرطيا. وعن طريق رقم هاتف الشرطي المزيّف، استطاع المحققون تحديد هويته، والتنقل إلى مقر سكناه لإلقاء القبض عليه ومباشرة التحقيقات معه حول أسباب فعلته. وأثناء التحقيق، صرّح المتهم أنه لجأ إلى حيلة انتحال صفة الشرطي المزيّف بعدما ضاقت به السبل لجمع شمل عائلته التي تشتت، بسبب هجران زوجته البيت العائلي ومطالبتها بالطلاق منه، ما فتح أبواب الشك واسعة أمامه أن يكون الراقي الذي تقصده زوجته هو من تسبب في إيذائه وهدم أسرته.