لاتزال البطولة الوطنية المحترفة الأولى تصنع الحدث، حيث حطمت أمس، بعد خمس جولات من انطلاقتها، رقما قياسيا جديدا، بوصول عدد المدربين الذين استقالوا أو أقيلوا من مناصبهم إلى سبعة مدربين، والضحية الأخيرة هذه المرة المدرب الشاب نبيل مجاهد الذي غادر العارضة الفنية لنصر حسين داي مكرها. بالرغم من مرور خمس جولات فقط من البطولة الوطنية المحترفة الأولى، إلا أن ظاهرة إقالة أو استقالة المدربين لاتزال تضرب بقوة الكرة الجزائرية، بدليل أنه بعد بن شيخة (مولودية الجزائر)، حاج منصور (مولودية وهران)، موسى صايب (شبيبة القبائل)، سانتوس (شباب قسنطينة)، كاستيلان (وفاق سطيف) وإيغيل (أولمبي الشلف)، جاء الدور للتقني نبيل مجاهد، الذي كان ضحية محيط النصرية الذي دفعه ليلة أول أمس إلى رمي المنشفة، لاسيما بعد التعثر الأخير الذي سجله الفريق في ملعب 20 أوت بالعناصر أمام شباب باتنة، وهو التعثر الذي أرغم الرئيس محفوظ ولد زميرلي على الاستجابة لمطلب الشارع النصراوي. وأمام هذا الرقم المخيف، لم تحرك لا الوزارة الوصية ولا الاتحادية الجزائرية ولا حتى الرابطة المحترفة ساكنا، بحجة أن القانون لا يسمح لهذه الهيئات بالتدخل في الحياة الشخصية للأندية، وهو ما صرح به رئيس الرابطة، محفوظ قرباج، أمس ل''الخبر'' قائلا: ''لا يمكن للرابطة أن تحد من هذه الظاهرة، لأن المدربين لهم عقود عمل مع الأندية، وهذه العقود قد تفسخ في أي لحظة وفقا لبنود العقد ووفقا أيضا لطلب أي طرف''. مضيفا ''لجنة النزاعات التابعة للرابطة الوطنية لا يمكن لها أيضا أن تتدخل، وعلى المدربين وحتى الأندية اللجوء، في حال وجود إشكال، إلى العدالة للفصل في الموضوع''. قرباج: لا دخل للرابطة في حياة النوادي الخاصة تصريح رئيس الرابطة الوطنية يقودنا حتما للحديث عن مشروع القانون الذي أعده وزير الشباب والرياضة الأسبق يحيى فيدوم، حين أجبر الأندية وقتها على التعاقد مع المدربين لفترة لا تقل عن سنة كاملة، ولا يحق لأي ناد استخلاف أي مدرب على رأس العارضة الفنية لأي ناد ما لم تنقض المدة المعمول بها. رئيس الرابطة الوطنية المحترفة، محفوظ قرباج، قطع الشك باليقين في هذه النقطة بالذات، حيث قال ''لا يوجد أي قانون من وزارة الشباب والرياضة في الوقت الحالي، يجبر الأندية على الإبقاء على مدرب لأكثر من سنة''. وأمام هذا الرقم المرشح للارتفاع كلما اشتدت المنافسة بمرور الجولات، يبقى المدربون يعملون في ظروف كارثية ودون حماية قانونية من أي جهة كانت، وفي محيط أقل ما يقال عنه إنه متعفن إلى درجة لا تتصور، خاصة أن هناك مدربين لم يباشروا حتى البطولة، في صورة مدرب شبيبة القبائل موسى صايب الذي أقيل من منصبه قبل بداية المنافسة، ليخلفه مزيان إيغيل الذي غادر العارضة الفنية لأولمبي الشلف دون سابق إنذار، ليلجأ رئيس ''الشلفاوة'' إلى المدرب نور الدين سعدي. نفس الشيء بالنسبة للعديد من المدربين، كما هو الحال بالنسبة للبرازيلي سانتوس في شباب قسنطينة وكاستيلان في وفاق سطيف.. والقائمة مفتوحة. للإشارة، هناك تسعة مدربين لم يصابوا بهذه الحمى لحد كتابة هذه الأسطر، يتقدمهم التقني بوعلام شارف في اتحاد الحراش، طالب في مولودية العلمة، روابح في مولودية سعيدة، بوغرارة في جمعية الخروب، سوليناس في شباب بلوزداد، عمراني في وداد تلمسان، وبوعلي في شبيبة بجاية وكذا عامر جميل في شباب باتنة.