الهزيمة يتيمة ارتفعت حصيلة المدربين المبعدين من مناصبهم إلى 17 مدربا بعد مرور 12 جولة من البطولة الوطنية لكرة القدم، وتحولت هذه الظاهرة إلى مثار للإزعاج والقلق بعد أن بلغت وتيرة إقالة المدربين معدل مدرب في كل جولة. * ولحد الساعة شكل كل من اتحاد الحراش ونصر حسين داي واتحاد الجزائر وشبيبة بجاية وجمعية الخروب الاستثناء لهذه الظاهرة الجديدة الداخلية على كرة القدم الجزائرية.حيث فضلت هذه التشكيلات لعب ورقة الاستقرار في بطولة استنفذت 25 مدربا منذ انطلاق الجولة الأولى في 7 أوت المنصرم. وتداول على فريق رائد القبة, النادي الجديد المنضم مؤخرا إلى بطولة القسم الأول كفريق إضافي بعد خلاف طويل مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تداول على عارضته الفنية ثلاثة مدربين (آيت جودي و شريف الوزاني و حموش) قبل دخوله المنافسة، ويشرف عليه حاليا المدرب الجديد ميهوبي. * * كبش الفداء * وغالبا ما يتم تبرير أو تفسير هذه الظاهرة بالنتائج السلبية التي تسجلها الأندية، حيث يفضل رؤساء هذه الأخيرة التضحية بالمدربين وهم أول من يطالهم قرار الإقالة اعتقادا منهم أن ذلك سيضمن الوثبة التي يطمحون إليها، في حين, اثمرت هذه الإستراتيجية لدى عدد من الأندية على غرار مولودية باتنة الذي استرجع الإمكانيات والمعنويات بعد وصول كمال مواسة (ثلاث انتصارات متتالية) لا تزال تشكيلات أخرى مثل مولودية الجزائر تتخبط في الأزمة. * * ثمار الاستقرار * ومن بين الأندية الأخرى التي اختارت الاستقرار, يمكن ذكر نصر حسين داي. فالنادي العاصمي الذي سجل انطلاقة لافتة للنظر في بداية الموسم تراجع مستواه مؤخرا. ومع ذلك يرفض رئيس النادي محمد تومي التفكير في إجراء أي تغيير على مستوى العارضة الفنية. وصرح رئيس نصر حسين داي " اعتقد أن قيام عدد من رؤساء الأندية بإقالة مدربيهم بسبب النتائج السلبية ليس بالعمل الجدي.. ان هذه الطريقة في العمل والتفكير تلحق أضرارا بالغة بذوي الزي الأحمر و الأصفر". * * نفوذ الشارع * كما صرح خليفة مراد لحو المترشح لرئاسة الرابطة الوطنية لكرة القدم ان إحدى أسباب هذه الآفة التي "تنخر" في رأيه كرة القدم الجزائرية مردها الأساسي إلى "تأثير و نفوذ الشارع" على شؤون الأندية. واردف السيد تومي " في الجزائر المناصرون هم الذين يفرضون منطقهم على مسؤوليهم (الأندية) الذين بدورهم يرضخون لهذه الطلبات بإقالة هذا المدرب أو ذاك. * واعتبر أن عدم استقرار العارضة الفنية في الجزائر قد زاد من تفاقم الداء الذي يدمر الكرة الجزائرية و هذا أمر مؤسف جدا". واكد المتحدث انه يضع ثقة كاملة في مدربه نور بن زكري على الرغم من سلسلة النتائج السلبية الأخيرة (5 مقابلات دون فوز). * و أضاف رئيس النصرية أن " بن زكري ينجز عملا ممتازا منذ تسلم مهامه.أنا لن أقوم أبدا بإقالته بسبب الهزيمة الثقيلة (3-0) التي مني بها فريقنا امام اتحاد الجزائر.. بن زكري يحظى بثقتي طالما بقيت على رأس النادي العاصمي نحن نحتل المركز الثالث في الترتيب العام و هو ما يعد في حد ذاته نتيجة جد طيبة من قبل تشكيلة شابة كتشكيلتنا". * * القبائل على كف عفريت * على صعيد أخر شهد حامل لقب البطولة شبيبة القبائل الرحيل المفاجئ لمدربه الروماني الكسندر مولدوفان بعد انطلاق الموسم الكروي، و يتواجد خليفته يونس افتيسان على حد قول محيط النادي قاب قوسين من الفصل بعد التعادل الذي فرض على الفريق فوق أرضه أمام اتحاد الحراش (1-1)في مباراة أمس الجمعة. * من جهته اعتبر رئيس شبيبة القبائل محمد شريف حناشي ان ظاهرة تغيير المدربين ليست حكرا على الجزائر. ففي فرنسا مثلا يتوقف مستقبل المدربين على نتائج فريقهم. وحين يعترض المناصرون على المردود السلبي لفريقهم يكون المدرب أول من يتحمل مسؤولية هذا الفشل و بالتالي يجد مسؤولون أنفسهم مرغمون على إنهاء مهام هذا المدرب. * و ابرز رئيس شبيبة القبائل أن الفصل أو الإقالة لا يمثلان أبدا الحل المناسب مؤكدا انه "يؤمن إيمانا راسخا أن استقرار العارضة الفنية هو مفتاح أي نجاح". * * مصير مجهول لافتيسان * من جهته فضل حناشي التريث للفصل في أمر المدرب يونس افتيسان بعد أن انتشرت إشاعة إقالته كالنار في الهشيم. وقال حناشي " كانت الشبيبة دائما من أول الداعين لاستقرار التأطير الفني. أنا لا أعارض أبدا الاستفادة من خدمات مدرب على شاكلة خالف أو زيفوتكو لكن الأمور تغيرت، و تبقى النتائج الهم الأول و الشغل الشاغل للجمهور. نحن نعمل من أجل مصلحة الفريق لكن النتائج الأخيرة للفريق في البطولة لم تكن بمستوى تطلعاتنا وطموحاتنا".وفيما يتعلق بمستقبل افتيسان ضمن الشبيبة القبائلية لم يقدم السيد حناشي ردا كافيا و بقي جوابه مبهما. وصرح في هذا الصدد "منذ تعيينه قام افتيسان بعمل ممتاز لكن في غياب النتائج الايجابية سيكون مسؤولو النادي مجبرون على التحرك". * و تعتبر أوساط كروية جزائرية في ذات الشأن "من الواضح أن المدرب ينظر إليه في البطولة ككبش فداء يتم استبداله حالما يتأزم الوضع دون مراعاة العمل و الجهد الذي بذله من قبل".والحال أن البطولة الوطنية ستشهد قبل نهاية الموسم رقما قياسيا في عدد استقالات و إقالات المدربين وإن تواصلت الوتيرة الحالية سيقال مدرب في كل جولة. والسؤال الذي يبقى مطروح: هل سيكون افتيسان المدرب ال13 الذي يتم التنازل عن خدماته منذ انطلاق الموسم الكروي، بمعنى قبل الجولة ال13 من بطولة الدرجة الأولى؟.