تواصل أمس، لليوم الثالث على التوالي، إضراب عمال السكك الحديدية، ولا شيء في الأفق يؤشر إلى أن استئناف العمل سيكون ليوم غد أو بعده، طالما أن نقابة القطاع أرادته إضرابا مفتوحا، كخيار لحمل الإدارة على الاستجابة لمطلب تسديد مستحقات التعويض منذ سنة 2009، وتسبب هذا الاحتجاج في متاعب جمة لآلاف المسافرين ممن اعتادوا التنقل على متن القطار. الاستجابة للإضراب الذي بدأ قبل يومين كان في حينه، حيث لبى كافة عمال السكك الحديدية عبر التراب الوطني نداء الفدرالية الوطنية للنقل بالسكك الحديدية التي بنت اللجوء إلى هذا الخيار على أساس مطلب محوري يرفعه العمال منذ عدة شهور، وهو مطالبة الإدارة بدفع مستحقات التعويض بأثر رجعي، اعتبارا من شهر سبتمبر من سنة 2009 . ففي حدود الساعة العاشرة من صبيحة أمس كانت القطارات التي تشتغل على خطوط الضاحيتين الشرقية والجنوبية للعاصمة متوقفة بمحطة أغا، فيما أغلقت كل المداخل والأبواب الرئيسية المؤدية إلى المحطة، في وقت كانت فيه حشود من المسافرين تتوافد على المحطة. المواطنون الذين فوجئوا بأبواب المحطة مغلقة، لم يخفوا قلقهم واستياءهم من الخيار الذي لجأت إليه فدرالية النقل بالسكك الحديدية، لا سيما أن الأخيرة قررت شل كل خطوط النقل عبر التراب الوطني من غير إشعار مسبق لهذا الإضراب الذي لا زال يسبب متاعب لآلاف المسافرين ممن اعتادوا التنقل على متن القطار.وحسب الآراء المستقاة من محيط إدارة مؤسسة النقل بالسكك الحديدية، فإن الأخيرة غير مستعدة للاستجابة لهذا المطلب، على اعتبار أن ميزانية المؤسسة لا تسمح بتسديد مبلغ تعويض العمال بأثر رجعي. وفي غمرة ما يطالب به العمال وما ترفضه الإدارة، يبقى الملايين من الجزائريين المسافرين على متن القطار، رهائن ينتظرون ما قد تسفر عنه التطورات اللاحقة، خاصة وأن الحد الأدنى للخدمة ألغي في هذا الإضراب.