ندد الرئيس الصحراوي، صبيحة أمس، بعملية الاختطاف التي تعرض لها ثلاثة أجانب بمخيم اللاجئين الصحراويين ''الرابوني''، ووصف العمل ب''الإرهابي والجبان''، مؤكدا على أن الصحراء الغربية لن تدخر أي جهد لتحرير الرهائن في أقصى الآجال، كما دعا المجموعة الدولية للتنديد بهذه العملية الإجرامية والتضامن مع الضحايا وعائلاتهم. وشدد محمد عبد العزيز في كلمة ألقاها بفندق ''دار ضياف'' بالجزائر العاصمة، في افتتاح الندوة الدولية الثانية حول ''حق الشعوب في المقاومة: حالة الشعب الصحراوي''، على أن ''عملية الاختطاف هي عمل إرهابي استهدف بالأخص جبهة البوليساريو وزاد من آلام الشعب الصحراوي الذي يعاني من قمع المملكة المغربية وجرائمها ضد الإنسانية، التي لم تتوقف منذ بداية الاحتلال''، متأسفا في نفس السياق للإهمال والتجاهل اللذين تعاني منهما القضية الصحراوية، خاصة من طرف بعض القوى المؤثرة في مجلس الأمن الدولي. وأكد الرئيس الصحراوي، في سياق مختلف، على مواصلة الشعب الصحراوي للمقاومة ورفض الاحتلال، لأنها حق شرعي وقانوني يؤكده القانون الدولي، مذكرا بالمراحل التاريخية التي مرت بها القضية الصحراوية، حيث أبرز تواطؤ إسبانيا التي لم تحترم التزاماتها الدولية كقوة استعمارية ومديرة للأراضي، منوّها في هذا الإطار بموقف الجزائر الداعم للشعب الصحراوي من أجل تقرير مصيره وفق الشرعية الدولية، حيث ذكر بأن الجزائر فتحت حدودها للاجئين الصحراويين بعد اضطهادهم من طرف المغرب. كما جدد، في سياق متصل، تأكيده على أن الشعب الصحراوي لن يتخلى عن حقوقه الشرعية وتضحياته من أجل الحرية والاستقلال، ويحتفظ بكامل حقه في الثورة المسلحة وهو، كما أضاف، ''حق قانوني وشرعي معترف به في كل لوائح الأممالمتحدة حول الشعوب المستعمرة''. وطالب المتحدث ، من جهة أخرى، المجموعة الدولية بالتدخل وممارسة ضغوط وفرض عقوبات ضد الحكومة المغربية، حتى تتوقف عن عرقلة تنظيم استفتاء تقرير المصير، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل لحماية المدنيين الصحراويين، خاصة أنها بادرت بذلك في مواقع عديدة من العالم. وجدد رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي محرز العماري، من جهته، دعم الجزائر الدائم واللامشروط للقضية الصحراوية، مقترحا المبادرة بحركة شعبية إفريقية لإنهاء الاحتلال. كما وقف العماري عند محاولات التشويش وخلط الأوراق بين المقاومة والإرهاب والتي قال إنها ''قد فشلت''. أما ممثل الحزب الشيوعي اللبناني، فقد ركز على ضرورة انتفاضة الشعوب من أجل تغيير مصيرها ودعم المقاومة الصحراوية، في إطار تحرك شعبي عربي ترافقه حملة إعلامية وتعبئة شعبية، مؤكدا أن الشعب المغربي له مصلحة كبيرة في حل القضية الصحراوية. وأدان في ملخص مداخلتهما، كل من ممثلي منظمات دعم الشعب الصحراوي لأستراليا جون روبرت والمكسيك خوليو سيزار، عملية الاختطاف، كما ركزا على استغلال المغرب للثروات الباطنية الصحراوية، حيث طالبا بضرورة أن تعود للشعب الصحراوي، مع التأكيد على الحل الدائم والشامل للقضية والذي لن يكون إلا بتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره عبر استفتاء حرّ ونزيه.