بدا عضو اللجنة الطبية للكونفدرالية الإفريقية والاتحادية الدولية لكرة القدم، الجزائري ياسين زرقيني، متحفظا بشأن التصريحات التي أدلى بها لاعب المنتخب الوطني في الثمانينيات، محمد قاسي السعيد، غير أنه أكد أن المعني بالأمر من حقه طرح التساؤلات، ومن حقه رفع هذا الانشغال إلى أعلى هيئة كروية، انطلاقا من مبدأ أن ''كل تركيبة طبية كيميائية قد تكون لها أعراض ثانوية''. تحفظ الدكتور ياسين زرقيني، رئيس المركز الطبي للامتياز بالجزائر، التابع للاتحادية الدولية لكرة القدم، لا يعني، حسبه، أن تصريحات محمد قاسي السعيد بشأن ارتباط إنجابه وزملائه في منتخب الثمانينيات لأبناء معاقين بتناول المنشطات في تلك الحقبة، لا أساس لها من الصحة،''بل بالعكس، القضية تستدعي تحقيقا معمقا، وما على رفاق قاسي السعيد المتضررين إلا رفع شكوكهم إلى الجهات المعنية، حتى يتسنى لجميع الأطراف معرفة الحقيقة، وكذا رفع اللبس عن هذه القضية التي تراود بعض لاعبي المنتخب للثمانينيات منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن''. زرقيني الذي بدا مستعدا من خلال حديثه معنا على التحقيق في هذه القضية، بحكم معرفته وخبرته الواسعة في هذا الميدان الطبي، أكد أنه طالع تحقيقا صدر في أسبوعية ''نوفال إيكونوميك''، نشر سنة 1984، أن عددا كبيرا من الرياضيين من أوروبا الشرقية (روسيا، بلغاريا..) ممن تألقوا في مختلف المنافسات الدولية، آنذاك وبالأخص في الألعاب الأولمبية في موسكو عام 1980، وافتهم المنية في سن مبكر،''وهو ما يعني أنه منذ الثمانينيات، وبعض الأطراف تشكك في نزاهة رياضيي أوروبا الشرقية الذين خطفوا الأضواء بتألقهم الكبير الخارق للعادة''. على حد تعبير محدثنا، الذي أضاف ''هذا لا يعني أنني من الذين يشككون في نزاهة رياضيي أوروبا الشرقية، ولا يعني أيضا أنني أدعم موقف قاسي السعيد أو أدافع عنه، لكن التحقيق في هذا الأمر مهم لرفع اللبس عن كل هذه الشكوك''. وذكّر الدكتور ياسين زرقيني، الذي يحظى باحترام كل الأسرة الطبية بالفيفا، أن أول حالة واضحة للمنشطات اكتشفت في عالم كرة القدم، كانت سنة 1994، بمناسبة مونديال أمريكا، والذي كان بطلها النجم الأرجنتيني السابق دييغو أرموندو مارادونا.