الاسم واللقب فتاح سليمان، العمر 77 عاما، المولد العبادية بعين الدفلى، مقر الإقامة منطقة سان بلاس الفرنسية، المشكلة تجريده من جواز السفر دون سابق إخطار أو مبرر مقنع، كل ما في الأمر أن ''فيروسا'' اخترق أوراق هويته الوطنية، فقلب حياته من استقرار إلى دوامة، لم يستطع حتى اليوم الخروج منها. ومن أجل زيارة أهله في الجزائر، أرغم سليمان على حمل الجنسية الفرنسية واستصدار جواز سفر فرنسي وطلب ''الفيزا'' من سفارة بلاده في فرنسا.. عذاب ما بعده عذاب. رحلة العذاب التي يتجرع سليمان فتاح مرارتها، انتهت به إلى مأساة حقيقية قلبت أيامه رأسا على عقب ونغصت حياة أفراد عائلته وزوجته، الذين تفاجأوا لرب أسرتهم الذي أرغم على التجنس بالجنسية الفرنسية بعدما سحب منه جواز سفره من طرف القنصلية الجزائرية بتاريخ 12 جويلية 2002 عندما تقدم لتجديده، دون أن يوضحوا له سبب الرفض أو يقدموا له مبررا مقنعا، على حد قوله. وأمام هذه الوضعية، طرق فتاح جميع الأبواب، منها القنصلية، وراسل الوزير المكلف بالجالية ووزارات العدل والداخلية والخارجية والبرلمان بغرفتيه والمديرية العامة للأمن الوطني ورئيس الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان، لكن الأبواب بقيت مغلقة في وجهه. وبعد كل هذه المعارك الإدارية والمراسلات غير المنتهية، اضطر فتاح، مرغما لا بطل، لطلب الجنسية الفرنسية للحصول على جواز سفر يسمح له بالتنقل إلى الجزائر لمعرفة أسباب سحب جوازه الجزائري. والغريب في الأمر أنه تم احتجازه من طرف مصالح الأمن وقدم أمام العدالة على أنه أجنبي بالرغم من كونه من جنسية جزائرية، حسب شهادة قاضي محكمة العطاف بعين الدفلى المؤرخة ب10 أكتوبر 2011 تحت رقم 89521/11، وطالبوه بمغادرة أرض الوطن حسب وثيقة التبليغ الصادرة في 13 أكتوبر 2011 تحت رقم 053/11، وهذا بعدما انتهت المدة المحددة في شهادة الاستقبال، لإيواء هذا الجزائري من طرف زوجته ''ه. بختة'' والساكنة بالزبابجة بوادي الفضة. مجاهدو المنطقة: ''سليمان ليس حركيا'' وعن سيرة الضحية فتاح سليمان، صرحت مجموعة من المجاهدين بالعبادية وواد الفضة ومواطنين، أن المدعو سليمان فتاح لم يقم بأي عمل مخالف لمبادئ الثورة التحريرية أو الإساءة إلى مجاهدين أو معادٍ لهم أو حمل السلاح ضد الثورة، وأنه غادر أرض الوطن سنة 1962 واستقر في فرنسا كعامل هناك مثل آلاف العمال المهاجرين. وأمام شعوره ب''الحفرة والإقصاء والمعاناة النفسية''، مثلما يقول فتاح، فإنه يناشد الجهات المعنية النظر في ملفه وتخليصه من رحلة العذاب التي رمته في أحضانها الأيام و''أن يستعيد جواز السفر الجزائري وتمكينه من التمتع بحق الانتماء لأرضه وشعبه ووطنه الذي هو أحد أفراده''. قنصل مدينة بونتواز ''لا أستبعد وجود خطأ أو تشابه في الأسماء أو وشاية عارية من الصحة'' في رده على استفسار ''الخبر''، أكد قنصل الجزائر بمدينة بونتواز، السيد الطيب مذكور أن سحب جواز سفر السيد فتاح سليمان، جاء بناء على وثيقة استلمتها القنصلية من المديرية العامة للأمن الوطني، تشير إلى أن ''الشخص المعني حركي''، مضيفا بأنه ''بإمكانه تقديم طعن لدى المدير العام لهذه المصلحة بالجزائر''. وتابع القنصل موضحا: ''القضية، حسب الملف الذي اطلعت عليه، ليست معقدة وقد تعود إلى خطأ أو تشابه في الأسماء أو وشاية لا أساس لها من الصحة''، مشددا على أن ''تقديم المعني الوثائق اللازمة التي تطلبها ذات المصلحة بالجزائر، سيعجل بتسوية قضيته في أقرب وقت''. وأشار القنصل إلى وجود حالات مماثلة، تمت معالجتها من طرف المديرية العامة التي تتفهم الظروف، بناء على ملف كامل مع وثيقة الطعن الممضاة من طرف المعني بالأمر، مضيفا بأن فتاح سليمان مسموح له بالتنقل بحرية إلى الجزائر لزيارة الأهل وقت ما شاء، وفق الإجراءات القانونية المعمول بها.