كشف زراوي أحمداش المعروف باسم الشيخ عبد الفتاح، الناطق باسم جمعية الصحوة الإسلامية الحرة لأبناء مساجد الجزائر، عن الخطوط العريضة لمبادرة المصالحة التي أطلقها تحت اسم ''المقترحات الشرعية للخروج من الأزمة الجزائرية''، وهي المبادرة التي وصفها الشيخ بالسلمية التي يقودها كوكبة من العلماء من مصر والسعودية وبلاد الشام. وقال الشيخ عبد الفتاح لدى نزوله أمس ضيفا على منتدى ''النهار''؛ إنّها مبادرة ترتكز على نقاط هامة تدعو إلى التصالح بين الإخوة الجزائريين، للخروج من مأزق المأساة ومنزلق الفتنة المشتعلة بين الجزائريين، التي دامت عقدين من الزمن، على اعتبار أن الشجار بينهم والنزاع يسبب التخلف عن الحضارة، ''كما أن مطلب التصالح شعبي منطلقه حقن الدماء وليس تحقيق المكاسب السياسية''، وأضاف الشيخ أن المبادرة تسعى للقضاء على الإحتقان الحالي، وفتح صفحة بيضاء لأهل المأساة. وجاء في فحوى المبادرة حسبما قال الشيخ، مطلب ترقية ميثاق السلم والمصالحة الوطنية بعد أن تغيرت الأحداث، من خلال إصدار عفو رئاسي شامل عام على كل الأصعدة والجبهات العسكرية والسياسية والمدنية، لكل ما جرى بين أهل الأزمة منذ بداية الأحداث، والتكفل بالحقوق المهضومة بشكل عادل من غير إجحاف ولا تخيير، فضلا عن الفصل في ملف المسجونين وإطلاق سراح من يتعهد بعدم العودة إلى العمل المسلح، وكذا الفصل في ملف المفقودين، بإيجاد حل حقيقي له وتعويض العائلات المتضررة، وكذا التعويض والتكفل الإجتماعي بالمتضررين من الأزمة، زيادة على معالجة الملف السياسي من خلال إعطاء الحقوق السياسية للمواطنين المحرومين من العمل السياسي والراغبين في الممارسة الشرعية في إطار قواعد جديدة تكفل من خلالها كل حقوق أهل المأساة في التعبير عن رأيهم وقناعتهم بكل حرية، لافتا في هذا الشأن إلى أن المقصود ليس عودة ''الجبهة الإسلامية للإنقاذ''، لأنها ملف تم طيه مدى الدهر.وركز الشيخ في مبادرته على الجانب الدعوي، حيث قال أنه من المهم جدا فتح الباب للمجال الدعوي بالجزائر، من خلال تأطيره وإعطاء حصص دعوية عن طريق وزارة الشؤون الدينية والجمعيات العلمية والدعوية الرسمية والمؤسساتية، وفي هذا الشأن ذكر الشيخ عبد الفتاح أن علماء الأمة الإسلامية الذين ثمنوا المبادرة، اعتبروا التركيز على الجانب الدعوي حلا للأزمة.ولفت المتحدث في مبادرته إلى أهمية تسوية الملفات القضائية بصفحة بيضاء لعدالة أهل المأساة، وتسوية أوضاع المسلحين الذين أوقفوا العمل المسلح، أن أبناء مساجد الجزائر التحقوا تأييدا بركب العلماء والدعاة الكبار الداعين إلى وجوب التصالح بين الأمة الجزائرية، لوضع حد للخلاف الدموي. مشايخ أجلاء وعلماء كبار يتبنون المبادرة ويثمنونها وعن فكرة المبادرة، قال الشيخ إنها تعود إلى ثلاث سنوات خلت، منذ 24 أوت 2007، يقودها مشايخ من الأمة الإسلامية كونها مشروع ومطلب أمة كاملة، وذكر الشيخ في هذا الصدد مجموعة من الشيوخ والدعاة الذين تبنوا هذه المبادرة، من بينهم الشيخ محمد لعروسي عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، الشيخ ستر بن محمد لجعيدي عالم من علماء الأمة بمكة، والشيخ عمر المطرفي، الشيخ الثويني، الشيخ سفر بن عبد الرحمان الحوالي، الشيخ سلمان بن فهد العودة، الشيخ عبد الوهاب الطريري، الشيخ أبو إسحاق الحويني، الشيخ حمد بن عبد الله الحمد، الشيخ عبد المحسن الأحمد، الشيخ المصري أيمن الصريح، فضلا عن كوكبة أخرى قارب عددها المائة شيخ وإمام من شيوخ الحجاز وبلاد الشام. ''القاعدة'' خلط في الأفكار وعبث بأفكار الجهاد قال الشيخ عبد الفتاح إن ما يعرف باسم تنظيم القاعدة؛ هو خلط في الأفكار، وعبث بأفكار الجهاد، استعملتها بعض الأطراف للإبقاء على الجزائر كبؤرة للتوتر في منطقة المغرب العربي، وأوضح الشيخ أن الجهاد الشرعي يكون في الدول التي وقع عليها اعتداء خارجي، ''أما في بلاد المسلمين فتكون بالحوار.. أما أن تفجر بلاد المسلمين فهو جلب للدمار''، لافتا إلى أن ما تقوم به عناصر الجماعة السلفية لا يعد سوى قتالا بين المسلمين، هدفه تصفية حسابات المستفيد الوحيد منها هي جماعات أجنبية. وذكر الشيخ في هذا المقام بعض الأفعال التي يرتكبها عناصر ما يعرف بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الناشطين بمنطقة الساحل الصحراوي، خاصة ما تعلق باختطاف السياح الأجانب، حيث قال أنه على أولائك الذين يرتكبون هذه الأفعال التفكير، في حال ما إذا قامت أوروبا بمعاملة الجالية المسلمة في الخارج بالمثل، وأصبح الأوروبيون يختطفون المسلمين ويذبحونهم، فإن مصير 35 مليون مسلم في أوروبا هو الزوال، وأضاف أنّه على من يعتبرون أنفسهم محسوبين على الإسلام أن لا يروعوا المسلمين، وأن يدعوهم لما يرون فيه صلاحا بالتي هي أحسن. قالوا في المبادرة: قال الشيخ عبد الفتاح إن الشيوخ الذين التقاهم وعرض عليهم المبادرة زكوها جميعا واعتبروها الحل الأمثل للقضاء على الأزمة، ورأوا فيها بشرى خير وباركوا التصالح، خاصة بعد أن علموا أن السلطات العليا وافقت على مجمل النقاط، ونقل عنهم أقوالهم، نرصدها كما جاءت: الشيخ سفر بن عبد الرحمان الحوالي: ''طريق القتال بالجزائر مسدود فاسلكوا الدعوة، فإن الصلح نافع جدا في بلاد المسلمين'' الشيخ سلمان بن فهد العودة: ''سوف يكون التصالح سببا لصلح الأوضاع بالجزائر، فطريق القتال لا يؤدي إلى نتيجة لا في الدنيا ولا في الآخرة''. الشيخ عبد الوهاب الطريري: ''أصبح القتال نقمة على المسلمين في بلاد المسلمين''. الشيخ أبو إسحاق الحويني: '' أنت على الحق مائة من المائة، في هذا التصالح، وإن شاء الله سيصلح الله بكم أوضاع الجزائر، عليكم بالدعوة واتركوا النزاعات السياسية''. الشيخ حمد بن عبد الله الحمد: ''توقفوا عن القتال في الجزائر واسلكوا مسالك التعليم والخير، واستمرار القتال ليس لصالح الإسلام والجزائر، وإنما هو لصالح أعداء الإسلام''. الشّيخ عبد المحسن الأحمد: ''هذا الطّريق الذي سلكتموه في التصالح طريق صالح، وسوف يكون سببا في حقن الدماء وعودة الأمور إلى نصابها''. الشيخ المصري أيمن الصريح: ''إن شاء الله تعالى ستنتقلون إلى مرحلة جديدة من خلال هذا التصالح، تسلكون به طريق العلم والتعليم وتربية الأجيال. عباسي مدني يرى أن السياسة أفضل من دماء الجزائريين أفاد الشيخ عبد الفتاح، في رده على سؤال ل ''النهار''؛ تعلق بمطلب منه، حول لقاء زعيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة عباسي مدني، في سفره الأخير إلى قطر، أنه لم يطلب مقابلة هذا الأخير، وإنما صاحب الطلب كان الشيخ نسيم ربيكا، الذي كان يسعى إلى ضم صوت عباسي مدني لصوت أصحاب المبادرة لأنه كان يرى ''بأنه سيرضى بهذا التصالح''، غير أن عباسي مدني يقول أن له مطالبه السياسية، وفي هذا الشأن؛ قال الشيخ عبد الفتاح في رده على ما جاء على لسان مدني، ''نحن نقول أن وقف نزيف دماء المسلمين عزيز عند الله ورسوله وأولى من كل شيء، نحن نقول مصالحتنا في الجزائر''، وأضاف الشيخ يقول إن المطالب الحزبية ليست أولوية، وإنما الهدف من المبادرة إصلاح ذات البين، مؤكدا أنّها مبادرة مستقلة وأن من يرمونها تحركهم أياد أجنبية يخدمها بقاء الجزائر في بؤرة التوتر. مشايخ وعلماء جدد ينضمون إلى مبادرة حطاب ''هدنة وتصالح'' أفاد الشيخ عبد الفتاح أن المبادرة التي أطلقها مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال، حسان حطاب، رفقة عدد من القادة العسكريين السابقين في التنظيم الإرهابي، وعدد من المشايخ والأئمة، ''مبادرة هدنة وتصالح'' عرفت تأييدا واسعا من قبل شيوخ وعلماء أجلاء في مختلف أقطار الأمة الإسلامية، حيث انضم إليها مؤخرا من قطر الشيخ ماجد الأنصاري الذي بارك التصالح في الجزائر، والشيخ عبد الرحمان ابن عمر النعيمي، وكذا مشايخ من الرياض على غرار الداعية مراد شبلال والشيخ أبو حذيفة جلول، فضلا عن جمع من علماء الحرمين. وقال الشيخ عبد الفتاح؛ أنه كان في قطر منذ تسعة أيام، حيث التقى عددا من الأئمة الذين باركوا المبادرة واعتبروا إن كل من يسعى إلى لم الشمل وتضميد الجراح بالجزائر مرحب به ويدعمونه.وكان قد زكى المبادرة فور إطلاقها عدة مشايخ وأئمة من شيوخ الحجاز منهم الشيخ سلمان فهد العودة، حمد العلي، حمد بن عبد الله الحمد، الداعية الكبير عبد المحسن الأحمد، أيمن صبيح المصري، محمد العوضي ونبيل العوضي، فضلا عن عدد كبير من طلبة العلم وكبار المشايخ أيدوا المبادرة، ووافقوا على دعمها، واعتبروا أن ما يحدث في الجزائر باطل وجب الكف عنه. ''أيها المسؤولون جددوا رسالة التصالح للقضاء على أسباب التشاحن'' من جانب آخر؛ وجه الشيخ نداء للسلطات، قال فيه أن الشعب أمانة في أعناق المسؤولين، ''الشعب الجزائري أمانة في أعناقكم نحن أبناؤكم فعاملوا الشعب معاملة حسنة طيبة، وأزيلوا بعض النقائص العالقة التي يستغلها البعض لبقاء الإحتقان الدموي''، داعيا إلى تجديد رسالة التصالح والمسالمة التي سنها الرئيس بوتفليقة، بزيادة بعض المواد النافعة وإزالة غير المفيدة منها التي تكون سببا في بقاء هذا التشاحن والتصارع، ''فالله الله في الإسلام وجزائر الأجداد''. قال إنّ القتال انتقل إلى العالمية وأطراف أجنبية تسيّره لزعزعة استقرار الجزائر، الشيخ عبد الفتاح: ''اعلموا أن التصالح ليس عارا وإنما هو شرف وعز '' وجه الشيخ عبد الفتاح نداء لما تبقى من العناصر المسلحة بالجبال، طلب فيه من العناصر المسلحة التفكير جيدا في مصير الإسلام، وقال أن بقاء العمل المسلح مغامرة تنجر عنها فتن كبيرة، يتحمل نتائجها الشعب كله، وأضاف:''اعلموا أن التصالح ليس عارا وإنما هو شرف وعز، فبالتصالح نرقى في منزلة الدنيا والآخرة''.ودعا الشيخ العناصر المغرر بها إلى عدم التفكير بالحماس والعاطفة والتفكير بكل شرعية وواقعية ''لأن استمرار هذا القتال غير مجد وغير نافع''، ولفت الشيخ عبد الفتاح إلى ''أن القتال الذي يتبناه المسلحون انتقل إلى العالمية وأصبحت فيه خيوط متشابكة تسيرها أطراف أجنبية، هدفها بقاء الجزائر بؤرة توتر نحن الشعب ضحايا هذه المؤامرة، فلا نريد أن نكون ممن تجرى التجارب العسكرية على رؤوسهم''، واستطرد الشيخ في دعواه قائلا: ''فكروا جيدا واعلموا أن العلماء طالبوكم، وهم خيرة رجال هذه الأمة، طالبوكم بالتصالح وبناء المجتمع المسلم، فاستجيبوا رحمكم الله لهذا التصالح، فإن فيه خير الدنيا وعز الآخرة، لنا ولكم وللشعب الجزائري عامة وخاصة''. دليلة بلخير من هو الشيخ عبد الفتاح زراوي حمداش؟ الشيخ عبد الفتاح زراوي حمداش المشرف العام على موقع ميراث السنة، وعضو المنتدى العالمي لمناهضة الصهاينة، والناطق الرسمي باسم صحوة أبناء مساجد الجزائر العاصمة، عضو المجلس العلمي لدعاة الحملة الإسلامية لمقاومة العدوان الصهيوني.هو داعية عاد للجزائر منذ أربعة سنوات؛ بعد أن قضى بالمملكة العربية السعودية ثلاث سنوات في دراسة وطلب العلم والاجتهاد على يد أكبر مشايخ وعلماء السعودية أمثال الشيخ المفتي العام للمملكة عبد الله بن محمد بن عبد العزيز آل الشيخ، الشيخ محمد لعروسي عضو هيئة كبار العلماء، وكذا الشيخ عبد الله المطلق في الفقه والاقتصاديات، وكوكبة كبيرة من علماء الحجاز والمملكة، حيث أنه وبعد عودته من السعودية أسس ''موقع ميراث السنة'' بمساعدة تقنيين ومشاركين هم على التوالي؛ الشيخ أمين إمام بمسجد باريس، الشيخ نسيم بوربيكة رئيس المركز الإسلامي بقطر، الشيخ عبد المالك ، نسيم مغراوي والعربي زيان وكذا الأخت سهام من السعودية والتي عملت على ترجمة الموقع إلى اللغة الإنجليزية، في حين يشارك فيه عدد هائل من العلماء على المستوى الوطني والعربي. خالد/ت الشيخ عبد الفتاح:''فرنسا العدو رقم 1 للجزائر!'' وجه، زراوي أحمداش المعروف باسم الشيخ عبد الفتاح، الناطق باسم جمعية الصحوة الإسلامية الحرة لأبناء مساجد الجزائر أصابع الإتهام للسلطات الفرنسية، بخصوص تدهور الوضع الأمني للجزائر، وقال إن:''فرنسا كانت وما زالت العدو الأول للجزائر وتسعى جاهدة من أجل زعزعة استقرارها عبر كافة الأصعدة وخاصة الأمنية منها''.الشيخ عبد الفتاح، الذي نزل أمس ضيفا على منتدى يومية ''النهار''، حمّل السلطات الفرنسية مسؤولية افتقاد الجزائر لمكانتها في المحافل الدولية، حيث تستغل على حد قوله- الأطراف التي تخدمها مصلحة عرقلة مسار الهدنة في الجزائر من أجل زعزعة الأوضاع السائدة، وهي أطراف غالبا ما تكون ممثلة في أحزاب معارضة لنظام الحكم في الجزائر، تركز وجودها في دول أوروبية وتعمل على زعزعة وحدة، أمن واستقرار البلاد من خلال التلاعب بالتيارات الإسلامية المختلفة وتحريض أبناء منطقة القبائل ضد النظام، مثلما حدث في 1991 و1994.وواصل ضيف ''النهار'' حديثه بالقول وبنبرة غضب ''أعداء الجزائر هم أولئك الأطراف المعارضون المتواجدون بدول أوروبا، وعلى صلة بالمخابرات الأجنبية، يعملون على زعزعة الوضع الأمني من أجل بقاء الجزائر في دوامة''.تصريحات الشيخ عبد الفتاح، جاءت لتؤكد الوجه الآخر للأهداف والمساعي الفرنسية التي باتت تتحجج باختطاف رعاياها في منطقة الساحل، كسبيل لتمويل الجماعات الإرهابية بطرق غير مباشرة، كلما نجحت الدول المعنية بمحاربة لما يسمى بالقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وعلى رأسها الجزائر في تضييق الخناق على جماعات الدعم والإسناد، بحيث تتعمد فرنسا وتسارع في كل مرة إلى تلبية مطالب المختطِفين ودفع فديات مبالَغ في قيمها، بداعي الحفاظ على سلامة رعاياها أينما وجِدوا والحرص على تحريرهم، مهما كانت الظروف المحيطة بهم. حبيبة محمودي تواجد القاعدة في الجزائر ليس مبرّرا تماما لأنها غير محتلة رد الشيخ زراوي أحمداش المعروف باسم الشيخ عبد الفتاح، الناطق باسم جمعية الصحوة الإسلامية الحرة لأبناء مساجد الجزائر، على الدعاة إلى فكر الخروج ومحاربة الأنظمة العربية تحت مبرر الجهاد، مبرزا أن تنظيم القاعدة لا يعني الجهاد وأن الدعاة إلى هذا الطريق سيغيرهم الزمن، إن لم يقتنعوا بالأدلة الشرعية. قال الشيخ عبد الفتاح، الذي نزل أمس ضيفا على منتدى ''النهار''، أن تواجد تنظيم القاعدة في البلاد الإسلامية مثل الجزائر غير مبرر تماما، فالجزائر ليست محتلة على غرار ما يحدث في العراق وأفغانستان، حتى يعلن على أرضها الجهاد الذي له شروطه وضوابطه، مبرزا أن تأثر الشباب بالفكر التكفيري، سببه العديد من العوامل الواقعية مثل المعاناة من ظروف إجتماعية قاهرة على غرار الفقر والبطالة.وفي الشأن ذاته؛ أكد الشيخ عبد الفتاح، أن المساجد في الجزائر لا تزال تؤدي دورا ناقصا في هذا الإطار، مطالبا بضرورة استغلال كل الكفاءات الجزائرية من أجل الوصول إلى حل تصالحي، مؤكدا أن الناشطين المسلحين في الجبال يرغبون في حل صادق ويرغبون في إنهاء ماهم عليه والعودة إلى أحضان المجتمع. ورد الشيخ في سياق حديثه على كل الدعاة والرؤوس، الذين ينادون إلى الفكر التكفيري و''الجهاد'' على أرٍض الإسلام وأصحاب المطالب السياسية، مبرزا أن حقن الدماء هو أول ما يجب العمل على تحقيقه، وأن ''عامل الوقت عامل نافع، ومن لم يغيره الشرع فسيغيره الزمن'' وداعيا هؤلاء إلى مراجعة عقولهم ومواقفهم. مقابلات علمية لإقناع العناصر القابعة في السجون كشف الشيخ عبد الفتاح، أن جمعية الصحوة الإسلامية تفكر في تنظيم جلسات علمية مع عناصر العناصر المتواجدين بالسجون، ومواجهتم بالأدلة الشرعية من أجل إقناعهم بالعدول عن أفكارهم المنحرفة، مشيرا إلى الإختلافات التي تقسم التنظيمات المسلحة التي تنادي بالجهاد في مختلف بقاع العالم ومنها الجزائر وهذا عبر أجيالها المتعاقبة. وقال الشيخ عبد الفتاح، في إجابته على سؤال يتعلق بطريقة تعاملت بها السلطات الموريتانية مع معتقليها بتهمة الإرهاب: ''لقد فكرنا في القيام بمقابلات مع العناصر المتواجدة في السجون، وهو أمر يمكن أن تكون له نتائج''، مبرزا أن المتواجدين في الجبال أيضا ''الكثير منهم يرغب في العودة إلى أحضان المجتمع، بشرط أن يروا فقط حلا صادقا لوضعيتهم''. محمد.بوسري 70 من المائة من الإرهابيين مستعدون لتطليق العمل المسلح في حال اعتماد المبادرة أكد أمس زراوي أحمداش الناطق باسم جمعية الصّحوة الإسلامية الحرة لأبناء مساجد الجزائر والمعروف باسم الشيخ عبد الفتاح، أن ما لا يقل عن 70 من المائة من المسلحين المتواجدين في الجبال، مستعدون لتطليق العمل المسلح، في حال ما إذا وافقت السلطات الجزائرية على ترقية قانون المصالحة، من خلال إدراج عدد من المطالب الجديدة، على غرار تلك التي تتضمنها مبادرة ''المقترحات الشرعية للأزمة'' التي يقودها إلى جانب كوكبة من كبار مشايخ الدول الإسلامية، والتي يمكن أن تكون بمثابة ضمانات لتجسيد مسعى وقف حقن الدماء المتفق عليه بين الطرفين.وأوضح المتحدث لدى نزوله ضيفا على منتدى ''النهار''؛ أن مبادرة ''المقترحات الشرعية للأزمة'' ليست سرية أو تابعة لأي جهاز أمني مهما كانت طبيعته، كما أنها ليست منبثقة عن أي تيار حزبي، وإنما هي مبادرة سلمية تعكس مطالب الشعب الجزائري الذي يبحث عن الإستقرار والرقي بمصالحه، وهو ما يجعلها عملا صادقا ونزيها يتضمن حلول وسط لكلا الطرفين، بما يخول لها تحقيق الأهداف المرجوة منها، لاسيما أن المعلومات الدقيقة المتوفرة لديه والتي رفض الإفصاح عن مصادرها، تشير إلى وجود نية صادقة لدى أكثر من 70 من المائة من المغرر بهم المتواجدين في الجبال للعزوف عن العمل المسلح والإستجابة لمساعي المصالحة، شريطة تلقي الضمانات الكفيلة بتحقيقها والإلتزام بتجسيدها على أرض الواقع.وكشف الشيخ عبد الفتاح؛ أن المبادرة التي يقودها قد تضمنت جملة المطالب التي من شأنها أن ترقى بميثاق المصالحة إلى الحل النهائي للأزمة الجزائرية، مشيرا إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي مع السلطات الجزائرية حول أغلبية المطالب الأربعة عشر التي تم إدراجها في المبادرة، في حين لازال النقاش يدور حول أقلية منها، بهدف الوصول إلى حلول ترضي كلا الطرفين. خالد/ت