لا حرج في التوسعة في الأكل والشرب والنّفقة في هذه الأيّام من غير إسراف، لقوله صلّى الله عليه وسلّم في عيد الأضحى عند مسلم وغيره: ''أيّام التّشريق أيّام أكل وشرب وذِكر الله عزّ وجلّ''. دخل رجل على الإمام عليّ بن أبي طالب، كرّم الله وجهه، في يوم عيد الفطر فوجده يأكل طعاماً خشناً، فقال له: يا أمير المؤمنين، تأكل طعاماً خشناً في يوم العيد؟ فقال له الإمام عليّ كرّم الله وجهه: اعلم يا أخي أنّ العيد لِمَن قبل الله صومه وغفر ذنبه. ثمّ قال له: اليوم لنا عيد وغداً لنا عيد، وكلّ يوم لا نعص الله فيه فهو عندنا عيد. ويُبَاح اللّهو المباح لحديث أنس عن أبي داود والنسائي بسند صحيح، قال: لمّا قدِم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم المدينة وجدهم يحتفلون بعيدين، فقال عليه الصّلاة والسّلام: ''كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد أبدلكم الله خيراً منها: يوم الفطر ويوم الأضحى''. وأخرج الشيخان وأحمد عن عائشة قالت: ''إنّ الحبشة كانوا يلعبون عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في يوم عيد، فاطلعت من فوق عاتقه فطأطأ لي منكبيه، فجعلت أنظر إليهم من فوق عاتقه حتّى شبعت ثمّ انصرفت''. وأمّا الغناء المباح، فلِمَا أخرجه الشيخان وأحمد من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ''دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعندي جاريتان تغنّيان بغناء بعاث (وفي رواية: وليستا بمغنيتين)، فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه. ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشّيطان عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم! فأقبل عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: ''دعهما''، وفي رواية ''فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا أبا بكر، إنّ لكلّ قوم عيداً، وهذا عيدنا''.