انطلقت، أمس، بالعاصمة الفرنسية باريس، محاكمة الفنزويلي ''إلييتش راميريز سانشيز''، المعروف باسم ''كارلوس''، بعد أكثر من عقد من اعتقاله في السودان، وذلك للإجابة عن التهم الموجهة له والمتمثلة في تورطه في أربع هجمات وقعت في فرنسا بداية الثمانينات أدت إلى مقتل 11 شخصا وجرح 150 آخرين. ظهر كارلوس أمام هيئة المحكمة أمام حشد من الإعلاميين، حيث بدا عليه التقدم في السن واستمراره في الاعتقاد بذات الأفكار التي كانت وراء دخوله السجن. وأكد كارلوس للقاضي لدى سؤاله عن اسمه أنه ''ثوري محترف''، مشيرا إلى أنه مناهض للإمبريالية وليس إرهابيا. وذكرت تقارير إعلامية أنها المرة الأولى التي اعترف فيها كارلوس بتورطه في التفجيرات الباريسية، على اعتبار أنه ظل ينكر تخطيطه لها. وقد كانت تقارير بوليسية فرنسية أشارت في وقت سابق إلى أن الهدف من عمليات الاعتداء على مصالح فرنسية جاء في محاولة من طرف كارلوس لمقايضة الحكومة الفرنسية من أجل إطلاق سراح رفيقته الألمانية ماجدالينا كوب، التي كانت تقضي هي الأخرى عقوبة السجن لمحاولتها تنفيذ عمليات إرهابية بباريس. ومن جانب آخر، اعترف كارلوس بالضلوع في التخطيط لأكثر من مائة اعتداء أوقعت أكثر من ألف وخمسمائة قتيل قبل نحو ثلاثين عاما، مع الإشارة إلى أن كارلوس كان يستهدف المصالح الإسرائيلية، حيث عرف بمساندته للقضية الفلسطينية. وكانت أشهر عملية قام بها، باعترافه، حادثة احتجاز وزراء الطاقة المنتمين لمنظمة الأوبيب سنة 1975 بفيينا، والتي انتهت فصولها في الجزائر، حيث تم تحويل الطائرة المختطفة إلى مطار هواري بومدين وإطلاق سراح الرهائن آنذاك. وأكد كارلوس، في تصريحاته، أنه يثق بأنه سيخرج من السجن من أجل مواصلة نضاله ضد الإمبريالية، حيث أكد أنه يعتزم دعم نظام الرئيس هوغو شافيز ضد أمريكا وإسرائيل.