من المرتقب أن تشارك الجزائر، لأول مرة، في الصالون الدولي لمدينة دالاس ولاية تكساس الأمريكية، والذي يعتبر من أهم المعارض المتخصصة. وتأتي المشاركة بمبادرة من مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي الذي يترأسه اسماعيل شيخون، للسماح للشركات الجزائرية بالتواجد في السوق الأمريكي. المعرض الدولي للفلاحة والصناعات الغذائية في دالاس، يعتبر الأهم من نوعه عالميا، ويرتقب أن يضم أبرز المجموعات الدولية المتخصصة، كما يوفر فرصا للأعمال والاستثمار وإبرام العقود. ويرغب المجلس، من خلال المشاركة الجزائرية التي تعتبر الأولى من نوعها، في الترويج للمنتجات الفلاحية والصناعية الغذائية الجزائرية، بعد أن نجح عدد من الشركات، على غرار مجموعة ''سيم''، في إبرام عقود تمويل السوق الأمريكي بكميات من الكسكسي والعجائن الجزائرية المطلوبة، بالنظر إلى التواجد الكبير للجالية العربية والمسلمة. وتلقت مجموعة ''سيم''، حسب مسؤولها السيد زرايمي الطيب، مقترحات واستقبلت وفودا أمريكية، فضلا عن وفد يضم مسؤولين مغاربة للتصدير إلى الولاياتالمتحدة التي تعتبر من أهم الأسواق المستهلكة للمواد الغذائية والصناعة الغذائية. ويسبق هذه المشاركة تنظيم، بمعية مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي، ما بين 27 نوفمبر و8 ديسمبر المقبل، مهمة تجارية جزائرية إلى الولاياتالمتحدة، تضم شركات متخصصة في الصناعة الغذائية. وينتظر أن تضم المهمة عدة لقاءات بين رجال الأعمال والمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والأمريكيين، وزيارات للعديد من المدن الأمريكية، وستكون هذه الزيارة مقدمة للمشاركة الجزائرية في المعرض الدولي لدالاس لاحقا. وعلى الرغم من تواضع الصادرات الجزائرية من المواد الغذائية المقدرة في 2010 ب315 مليون دولار مقابل 113 مليون دولار العام 2009 والنسبة المتواضعة التي يمثلها حاليا السوق الأمريكي والمقدرة بحوالي 15 إلى 20 بالمائة من إجمالي الصادرات الغذائية، وتتمثل أساسا في العجائن والكسكسي والعصائر، إلا أن السوق الأمريكي يوفر مزايا وإمكانات قابلة للاستغلال في هذا المجال، خاصة في ظل التسهيلات المقدمة من قبل واشنطن لفائدة الدول الإفريقية والعربية، ونظام الإعفاء من الرسوم والتعريفات الجمركية. واستفادت الجزائر منذ 2006، بالخصوص، من النظام العام للتفضيل، المعتمد في إطار مجلس الأممالمتحدة للتجارة والتنمية من قبل الولاياتالمتحدة، والذي يسمح لها بتصدير منتجاتها دون رسوم وتعريفات جمركية أو بنسب رمزية جدا. ومع ذلك، لم توظف الجزائر هذه المزايا لتصدير منتجاتها على عكس دول الجوار، ما جعل صادراتها خارج المحروقات تبقى هامشية وضعيفة.