أقدم شاب في الثلاثين من العمر، أمس، على محاولة الانتحار حرقا أمام مقر مديرية التشغيل بورفلة، بعد أن تملكه اليأس من إمكانية الحصول على منصب شغل. لم ينتشر خبر الحادثة المأساة في كل أرجاء ورفلة إلى غاية عصر أمس. ولكن كل من عاين الحادثة لحظة وقوعها في ساحة الحي الإداري وسط المدينة أو عاين الشاب قبيلي عبد الله وهو في غرفة الإنعاش بين الحياة والموت بسبب خطورة وعمق الحروق التي أصابت جسمه، اهتز لما حدث وتساءل عن دواعيه. وإلى جانب تأكيدات مصادر طبية على علاقة مباشرة بمتابعة هذه الحالة بأن الحروق أصابت نحو 90 بالمائة من الجسم، وهي من الدرجة الثالثة، تمكنت ''الخبر'' من معاينة الحالة في غرفة الإنعاش، مع تفادي التصوير لدواع مهنية وأخلاقية، ووقفت على وضعية شاب محترق في وضع شبه غيبوبة تامة يحاول التشبث بالحياة ويصارع الموت. كما أكدت ذات المصادر الطبية أن الحالة حرجة جدا، وتوقعت تطورها نحو الأسوأ في الساعات اللاحقة، لأن التجربة أكدت، حسب أطباء، أن مثل هذه الحالات الخطيرة يمكن أن تتطور بسرعة نحو الموت في أي لحظة، وهو ما جعل الجميع يؤكد على ضرورة ترحيل المصاب إلى عيادة متخصصة جدا في مثل هذه الحالات، لا توجد إلا في العاصمة. وهو ما يرجح أن يكون قد تم في ساعة متأخرة من مساء أمس، خاصة في ظل الاهتمام الكبير الذي أبدته كل الجهات المسؤولة، مدنية وأمنية، بتطور هذه الحادثة التي فاجأت الجميع، ويخشى جديا أن تكون لها تداعيات خطيرة على الشارع في الجهة، خاصة في ظل التوترات المتوالية التي عرفتها المنطقة بسبب استمرار تعقد ملف التشغيل. وذكر شهود كانوا قريبين من الحادثة وقت وقوعها أن الشاب يكون قد قصد مديرية التشغيل للحصول الفعلي على وظيفة، أو على وعد بها من المسؤولين، إلا أنه فوجئ برد سلبي أو غير مقنع جعله، في لحظة، ضعف يحاول الانتحار بحرق نفسه باستعمال البنزين، غير أن آخرين لاحظوا أن وجود البنزين معناه أن الشاب كان متيقنا مسبقا من سلبية الرد ومن ''خيبة مسعاه''، وبالتالي اختار هذا المكان العام لحرق نفسه أمام الملأ. من جانب آخر، حذر عقلاء في ورفلة شباب المنطقة من مخاطر استغلال هذه الحالة قصد تحريك الأمور في اتجاه الفوضى، كما أكدوا على ضرورة تحمل ''الدولة'' مسؤولياتها في إحاطة الحادثة بالتحقيق المناسب وإظهار الحقيقة كاملة في أسرع وقت.