أكثر ما يدعو إلى الشفقة في العالم العربي اليوم هم المخبرون، فلقد باتت مهمتهم شاقة جدا، وعملهم مضنياً ومتعباً، في ظل التطورات المتلاحقة بشكل مباغت من حراك سياسي في الشوارع العربية، فقد بات عليهم اليوم أن يتنقلوا طوال اليوم، متنقلين من ''فايسبوك'' إلى ''تويتر'' إلى مدونات إلى الشوارع إلى المقاهي ودور العبادة والأسواق والحارات، يمحصونها ليقدموا في آخر اليوم تقاريرهم المغموسة بشقاء الناس. بعض المخبرين في العالم العربي لديهم أساليب مضحكة في المراقبة وتلقط الأخبار، بل إن هذه الأساليب باتت تقليدية وقديمة، رغم تطور وسائل التكنولوجيا الحديثة. فبعض هؤلاء المخبرين يفضحهم عبوسهم وبحلقتهم في الوجوه، بعضهم الآخر أذنه أصبحت أوسع من ''الدش'' فوق سطح العازبين. وعادة، هناك مخبر جاهل وآخر مثقف، والأول بالنسبة للناس أفضل كونه لا يتفلسف ولا يحلل الأحداث على هواه ومزاجه، فهو يكتب ما يراه على الواقع بكل أمانة. أما المخبر المثقف، فيتفذلك ويحلل على طريقة النقاد أشياء، ويمكن أن يصنف زملاءه المثقفين إلى ثوري بنيوي، وثوري سيريالي. وفي كل الأحوال، فهذا أفضل من المخبرة المرأة المثقفة، فهي قد تصنف زميلاتها على أساس برجها! معظم المخبرين العرب ظلوا لسنوات طويلة يطاردون الأحلام.. مجرد الأحلام.. واليوم، يطاردونها بعد أن تحولت إلى واقع! هناك حيث زُرقة الكون تكتب شمسا من حربة. [email protected]