أعطت الجامعة العربية لسوريا مهلة ثلاثة أيام لوقف العنف، في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الذي قاطعته سوريا، المنعقد بالرباط، عشية أمس، وذلك على هامش المنتدى العربي التركي المنعقد الذي دعا إلى حل الأزمة السورية بدون أي تدخل أجنبي، كما طالب باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين في سوريا. في تطور غير مسبوق تناقلت مختلف وكالات الأنباء العالمية عن الهيئة العامة للثورة السورية، خبر مهاجمة وحدة تابعة لما أصبح يعرف بالجيش السوري الحر، المشكّل من المنشقين عن وحداتهم العسكرية، مقرا تابعا للمخابرات الجوية في مدينة حرستا الواقعة على أطراف العاصمة دمشق وتدميره. وحسب العديد من المصادر المتطابقة، فإن الهجوم انطلق على الساعة الثانية من فجر يوم أمس، وقد استخدم فيه المهاجمون قذائف صواريخ ''أر.بي.جي'' المضادة للدروع، ثم أتبعوها باستخدام مكثف للرشاشات، وقد خلف الهجوم، حسب ذات المصادر، مصرع ستة جنود من عناصر المجمّع المخابراتي المستهدف، الواقع على الطريق السريع الرابط بين عاصمة البلاد ومحافظة حلب، بالإضافة إلى ما لا يقل عن العشرين جريحا، وسجل تحليق طائرات عمودية بالمكان بعد الهجوم بوقت قصير، ولم يتضح إن كان المهاجمون عناصر منشقة عن المجمّع، أم منشقة عن وحدات عسكرية أخرى... أمنيا دائما هاجم مسلحون يعتقد أنهم من المنشقين عن الجيش كذلك حاجزا عسكريا بمنطقة كفر زيتا بمحافظة حماة وقتلوا ثمانية جنود وجرحوا العشرات من زملائهم، كما علم أن عددا من العناصر العسكرية المتمركزة بمحافظة درعا قد انشقوا عن وحداتهم والتحقوا بصفوف الجيش السوري الحر. بموازاة هذا تحدث ناشطون سوريون عن تواصل المظاهرات المناهضة لنظام بشار الأسد بمعظم المدن والقرى السورية، لكن جديد هذه المرة، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، أن المظاهرات امتدت يوم أمس إلى منطقة نادي الشرق في حي أبو رمانة بدمشق الذي يوجد به المنزل الذي يسكنه الرئيس بشار الأسد، كما سجلت مظاهرات مماثلة بحي الميدان والقابون ضاحية كفر سوسة وفي حي المزة على مقربة من مقر السفارة الإيرانية، وقد واجهت الأجهزة الأمنية هذه المظاهرات واعتقلت حوالي عشرين من هؤلاء المحتجين، أما عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا بمختلف المدن السورية فقد حددتهم الهيئة العامة للثورة السورية، يوم أمس، بأحد عشر قتيلا، لكن ومقابل هذا نظم أنصار الرئيس الأسد من جهتهم مسيرة حاشدة بمدينة اللاذقية، نددوا فيها بما قالوا إن سوريا تتعرض له من مؤامرات. كما تحدثت تقارير إعلامية عن استهداف للسفارة المغربية، على خلفية احتضان العاصمة المغربية الرباط اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي نوقش خلاله اتخاذ قرارات ضد النظام السوري. على مستوى المواقف الدولية، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبي، وقبل ساعات من الإعلان عما توصلت إليه اللجنة الوزارية العربية، عن سحب السفير الفرنسي في دمشق.