النظام الأمريكي المتوحّش سيأخذ العالم إلى الهاوية شاهدت ''معركة الجزائر'' وهو أكثر من رائع اعترف المخرج الأمريكي الشهير، أوليفر ستون، بأنه لا يعرف الكثير عن السينما الجزائرية، وأنه لم يفكّر في إنجاز فيلم عن الجزائر، أو عن الحراك الذي يعيشه العالم العربي، مؤكّدا أن التزامه بقضايا وطنه هو ما يمنعه من ذلك. وهاجم صاحب ''بلاتون'' في حوار ل''الخبر'' على هامش زيارته للجزائر، النظام الأمريكي، قائلا إنه سيأخذ العالم إلى الهاوية، كما انتقد سيطرة اللوبي الصهيوني على مفاصل السياسة والاقتصاد والإعلام في الولايات المتّحدة. ما هو انطباعك عن الجزائر التي تزورها للمرة الأولى؟ لم تمض أربع وعشرون ساعة على زيارتي إلى الجزائر. وهذا وقت غير كاف لاكتمال الصورة ولإبداء رأي موضوعي. لكنني استُقبلت بحفاوة بالغة، وتناولت العشاء مع رجال شاركوا في حرب التحرير. لقد حدّثوني بكل فخر عن الثورة والاستقلال، وباتت عندي فكرة واضحة عن الثمن الذي دفعتموه في سبيل نيل حرّيتكم. احترمت كثيرا هذا النضال الذي كان قاسيا وطويلا واستمر سنوات كثيرة. أعتقد بأن الجزائر بلد قوي، ونجح في أن يحافظ على استقلاله في عالم يتغير بشكل متسارع.. أنا معجب بالجزائر. ما هي الفكرة التي تحملها عن السينما الجزائرية؟ صدقا، ليس لدي فكرة واضحة عن السينما الجزائرية، أو بعبارة أخرى، لم أطّلع على كثير من الأفلام الجزائرية. لكن أُتيحت لي فرصة مشاهدة بعض منها في فرنسا، مثل ''معركة الجزائر''، وهو فيلم أكثر من رائع، من الناحية الفنية ومن ناحية الموضوع، إذ يتناول هذه الحرب الهامّة في التاريخ المعاصر، كما شاهدت فيلم ''ليزانديجان'' لرشيد بوشارب، وأُعجبت به كثيرا. هل تفكّر في إنجاز فيلم عن الجزائر، أو التعاون مع سينمائيين جزائريين؟ سأكون صريحا معك. لم أفكّر في الأمر قط، لسبب بسيط جدّا، يتمثّل في التزامي بالقضايا الداخلية للولايات المتّحدة الأمريكية. معركتي الأساسية هناك.. في بلدي، وهذا يُسبّب لي كثيرا من المتاعب، لكنّني مصمّم على المواصلة. الحقيقة أنني كلّما دُعيت إلى بلد ما، تلقّيت عروضا كثيرة لإنجاز أفلام سينمائية حولها، لكنني أرفض دائما. صحيح أنني مخرج ملتزم، لكن ليس بإمكاني أن أتبنّى كل قضايا العالم، وأكون متواجدا في كل البلدان. هذا يعني أنك لن تتناول ''الربيع العربي'' سينمائيا؟ من المؤكّد أن الأفلام التي تتناول ''الربيع العربي'' ستكون أفضل، إذا ما أنجزها مخرجون ينتمون إلى هذه المنطقة. فأنا لن أكون، حتما، مؤهلا أفضل منهم للحديث عن واقعهم والتعاطي مع قضاياهم التي تهمّهم هم بالدرجة الأولى، قبل أن تهم غيرهم. حدّثنا عن فيلمك ''جنوب الحدود'' الذي تحضر عرضه في الجزائر؟ يتناول الفيلم راهن دول أمريكا اللاتينية، من خلال لقاءات مع سبعة رؤساء من هذه المنطقة. أعتقد بأنه عمل هام جدّا لأنه ينقل وجها آخر مختلفا تماما عن الصورة النمطية المكرّسة في الإعلام الأمريكي، ويقول إن ثمّة ثورة تغيير شامل في جنوب أمريكا لا يعرفها الشمال. تستوهيك كثيرا الشخصيات السياسية؟ فعلا، لكنني أبحث عن الشخصيات الدراماتيكية. فما يهمني هو الحكاية الإنسانية التي تختبئ وراء هذه الشخصية أو تلك، لأنني في النهاية سينمائي ولست مؤرّخا أو صحفيا. بالطبع، يجب أن تكون الحكاية واقعية إلى أقصى حد. انتبه أيضا إلى أنني أختار دائما الشخصيات التي كانت لها علاقة، من أي نوع، مع الولايات المتّحدة، وهذا ما ينطبق على فيدال كاسترو وهوغو شافيز وياسر عرفات وبن لادن. هل تعتقد بأن أمريكا باتت أفضل في عهد الرئيس أوباما؟ أعتقد بأن باراك أوباما أقل سوءا من سلفه جورج دبليو بوش، لكن هذا لا يعني أن ثمّة تحسّن في الإدارة الأمريكية، لأن النظام القائم هو نفسه ولا يتغيّر بتغيّر الرؤساء. لقد عشنا سنوات طويلة من الأكاذيب المستمرّة، فسابقا عشنا كذبة فيتنام، والآن كذبة الإرهاب. ثمّة نظام متوحّش يضرب بكل القيم في سبيل المال، ومن الواضح أنه سيدمّر العالم، لأنه فعلا يجرّه إلى الهاوية. تحدّثت عن كل هذا في فيلم ''وول ستريت'' بجزأيه، إلى درجة أن الموضوع بات مملا بالنسبة إلي. اضطررت إلى الاعتذار لليهود بعد تصريحات اعتُبرت مسيئة إليهم، فهل لا تزال متمسّكا بموقفك من إسرائيل؟ من المؤسف أن سيطرة اللوبي الصهيوني على دوائر السياسة والاقتصاد والإعلام في أمريكا، تجعل من إسرائيل خطا أحمر لا يجوز الاقتراب منه، كما لا يجوز انتقاد ممارساتها بحق الفلسطينيين، وهذا أمر مشين ولا يليق ببلد ديمقراطي كالولايات المتّحدة الأمريكية. أخيرا، ما هي مشاريعك السينمائية؟ أنهيت مؤخّرا فيلما روائيا طويلا بعنوان ''متوحّشون'' حول تجارة ''الماريخوانا'' في كاليفورنيا، وأعمل حاليا على فيلم جديد يطرح وجهة نظر جديدة في التاريخ الأمريكي المعاصر من 1900 إلى غاية .2010