انطلقت بالمسرح الجهوي بباتنة، أول أمس، فعاليات المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي بحضور جمهور كبير غصت به قاعة العروض. تميّز حفل الافتتاح بتقديم عرض مسرحي حمل عنوان ''عروس المطر'' أو ''ثاسليث نوانزار'' وهي أسطورة أمازيغية، تعكس، حسب مؤلفها سليم سوهالي، بعض المعتقدات التي عرفها قدماء الأمازيغ. تدور أحداث المسرحية حول قصة الفتاة القروية الجميلة طاسيليا، التي قرّرت ذات صباح أن تتجه نحو نبع الماء لتقدم أمنياتها، مثل كل العذارى المقبلات على الزواج في قريتها، وهناك تظهر لها مجموعة من بنات الغابة وهن أرواح خيرية، يساعدنها على الاستحمام قصد تطهير جسدها وروحها بماء النبع المقدس. لكن فجأة يظهر أنزار رفقة خدمه بزيهم الأسود وشكلهم المخيف، ليطلب يدها معلنا عن نيته الزواج منها. لكن طاسيليا ترفض مبرّرة رفضها، كونه قوّة غير مرئية ولا ينتمي إلى الجنس البشري. هذا الرد من الفتاة جعله يغضب ويقرر معاقبتها ومن خلالها كل القبيلة التي تنتمي إليها، فقطع الماء والمطر، لتصاب الأرض بجفاف كبير ويهرع الناس إلى العرافة، طالبين منها تفسير هذه الظاهرة، لكنها بعد أن فشلت، قادت القافلة إلى الكاهن الأكبر، ليقرّر التضحية بالفتاة من أجل إنقاذ الناس من الموت. وتقرر طاسيليا أن تضحي من أجل أهل قبيلتها وينتهي العرض بتقديم الفتاة في لباس العروس قربانا لأنزار، لتعود المياه إلى الينابيع وتعود الحياة إلى الأرض والفرحة إلى قلوب الناس. ورغم أسطورية العرض، إلا أنه جاء في قالب مسرحي متميز، جلب اهتمام الجمهور بكل فئاته.