احتضنت قاعة العروض للمسرح الجهوي بولاية باتنة سهرة أوّل أمس حفل افتتاح المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي تحت شعار: (تطوّر، إبداع، ارتقاء) تحت الرعاية السامية لوزيرة الثقافة وإشراف والي ولاية باتنة بحضور السلطات الرّسمية الولائية والمحلية، وكذا الفنّانين والمبدعين في مجال المسرح· المسرح الجهوي لولاية باتنة النّاشط على مدار السنة سبق وأن نظّم طبعتين للمسرح الأمازيغي وبمبادرة منه قدّم ملخّصا عنهما في حفل الافتتاح، والذي ساهم في تكوين الممثّلين وتكريس العمل المسرحي النّاطق باللّغة الأمازيغية. وفي كلمته أكّد السيّد محمد يحياوي مدير المسرح الجهوي ومحافظ المهرجان على أهمّية هذا المهرجان ودوره في تفجير طاقات الشباب وخلق منافسة قوية بين الفرق المسرحية، ومن جهته، قدّم الأستاذ إبراهيم نوال كلمة معالي وزيرة الثقافة السيّدة خليدة تومي، والتي اعتبرت تحوّل الثقافة الجزائرية النّاطقة بالأمازيغية بكلّ لهجاتها الثرية إلى التعابير الثقافية التي تبيّن جوهرها الحضاري والإنساني رهانا كبيرا ناجحا، وهو رهان يبقى مفتوحا على الاجتهاد في العمل والصدق في المبادرة، مضيفة أن الطبعات السابقة هي مرحلة أولية لابد منها لكن الصدق في المبادرة والإصغاء العميق للمبدعين يسرّع من وتيرة الوصول إلى الأهداف المرجوّة· بعد ذلك، تمّ تعيين أعضاء لجنة التحكيم وتكريم رمزين للثقافة الأمازيغية وهما جمال عبدلي من ولاية بجاية، وكذا المرحوم بن عفون عيسى ابن عاصمة الأوراس· الحفل انتهى بعرض كوريغرافي تحت عنوان: (عروس المطر) النص للأستاذ سليم سوهالي يروي فيه أن عروس المطر هي أسطورة أمازيغية تعكس معتقدات عرفها قدماء الأمازيغ كإله المطر (أنزار)، وصنّفت هذه الأسطورة ضمن الأساطير العقائدية القديمة بشهادة الباحث غابريال كابس، وهي ما يعرف في الموروث الشعبي ب (بوغنجا). العرض الكوريغرافي نال إعجاب الجمهور الحاضر وشدّه لحضور بقّية أيّام المهرجان لتشجيع العروض المسرحية للفرق المشاركة البالغ عددها 21 فرقة، أربعة منها فضّلت عدم الدخول في المنافسة واكتفت بتقديم عروضها في دوائر الولاية كسريانة، المعذر، أريس وعين التوتة·